logo
سيدة الصلصال
الثلاثاء 30/10/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

تقدم عفاف اليوسف السيدة الأربعينية التي تسكن في مخيم عين الحلوة نموذجاً للمرأة الفلسطينية التي سخرت حياتها لحمل الأعباء ومساندة زوجها وأولادها.

تقول عفاف ل”شبابيك”: “أصيب زوجي قبل 20 عاما، بعد ولادة إبني الأول بمرض إلتهاب النخاع الشوكي ما إضطرني في بادئ الأمر للعمل خادمة في البيوت، لكن العمل كان شاقاً، تركته ورحت أبحث عن آخر أؤمن منه دواء زوجي ومتطلبات طفلي الرضيع، خطرت في بالي فكرة صناعة الأحواض، ذهبت إلى رجل يصنع الفخار في مدينة صور، وتعلمت منه تحضير الصلصال، ولأني لا أملك ثمن دولاب صناعة الفخار طورت الفكرة التي تعلمتها من الرجل العجوز، وقمت بإعادة هيكلة الحوض من خلال تلبيسه قطعة قماش مبللة بالطين أو الإسمنت، لاقت الفكرة إقبالا ورحت أبيع القطع”.

تضيف عفاف “لا يوجد عمل سهل، علينا أن نحب ما نعمل، أقوم في الصباح بخلط الإسمنت وتبليل الأقمشة فيه، ثم أغلف الحوض، وننتظر 3 أيام ليجف تماما ومن ثم ألونها حسب رغبة الزبون، وهناك من يطلبها مطعمة بالصدف”.

تستطرد قائلة: أصنع أفران التنور وهذا من أصعب المنتجات وأغلاها لأنه يتطلب جهدا وتركيزا كبيرين، أقوم بشراء تراب خاص بصنع الأفران وأطحنه بالمدقة جيدا وأقوم بغربلته من الشوائب ثم أخلطه بالماء وأتركه يتنفس أي يتشرب الماء ومن ثم أقوم بتشكيله يدويا وأحرص على أن يكون خاليا من أي شائبة.

تقول عفاف “بحكم تجربتي الطويلة في هذه الحرفة أكد لي المشترون فرحتهم بما أقدمه لهم ومنهم من يستخدمه في المنزل كإبريق يحافظ على برودة وعذوبة الماء ومنهم من يقدمها هدايا للأصدقاء في الخارج ورأيت قطعا فخارية تحمل إسمي في أميركا وأوروبا.

تنهي حديثها قائلة: إستطعت بفضل الله تعليم أبنائي الخمسة في أحسن الجامعات وتزويجهم ومعالجة زوجي، أنا مدينة للصلصال الذي خلقنا منه، والذي كان مصدر رزقي، وأطمح لأن أشارك في معارض أعرض فيها ما أصنع، ففي كل قطعة حكاية ومنبع الفرحة والرزق.

مشاركة