logo
صاحبة “ظل التانغو” لـ شبابيك: جذوري تزهر في الغربة لحرية فلسطين
الأحد 21/01/2018

شبابيك – حوار: ايمان الرفاعي

 

دلال عبد الغني روائية وناشطة سياسية واجتماعية فلسطينية، تقيم في السويد، صدر لها مؤخراً رواية “ظل التانغو” التي تناولت بعمق جوانب العلاقة بين الشرق والغرب، بين الرجل والمرأة، كما تطرقت الرواية الى عوائق اندماج الشرقيين داخل المجتمع الغربي، لتثير جدلاً واسعاً حول مفهوم فكرة الوطن، وانطوت على محاولة جريئة لتسليط الضوء على جوانب غائمة من المسألة النسوية.

” شبابيك” التقى الروائية عبد الغني لسبر اغوار ” ظل التانغو” وعوالمها وكان هذا الحوار:


  • يثير اسم روايتك “ظل التانغو” رغبة البحث عن المقصود به، لا سيما وان الرواية متعددة الابعاد، ويمكن المضي معها في اكثر من اتجاه، ما الذي اردتيه من هذا العنوان؟

ـ “ظل التانغو” متعددة الأبعاد لأن الحياة التي غصت في عوالمها لم تكن بعيدة عن هذه المناخات، بسوداويتها ونقاطها المضيئه كانت الرقصة وظلها، وفي هذا السياق تندرج العلاقة بين الرجل والمرأه، الشرق والغرب، بين ثقافتين وجب التقائهما، لكن ذلك لم يكن ولن يكون دون تعقيدات وتداخلات، خاصه ان كل اتجاه يعتبر رقصة بحد ذاته وكما تعلمين لكل ضوء ظله.


  • العلاقة بين الشرق والغرب معقدة، متداخلة، وملتبسة، قيل ويقال فيها الكثير، وتثير جدلا، البعض فسر اسم الرواية ومضمونها باعتبارهما محاولة لالتقاط حميمية ما بين العالمين، ما مدى دقة هذه الرؤية؟

ـ الروايه عباره عن محاولة لألتقاط حميميه العلاقة بين العالمين “الشرق والغرب” ، اتفق جزئيا مع اصحاب التفسير، اذا اعتبرنا ان الحب بجوانبه ودروبه المختلفه التي سبحت فيها هائمة حينا وعالمة احيانا اخرى كان حميميا في بعض الاحيان. لكني لا أتفق مع صاحب التفسير في ان “ظل التانغو” سعت جاهده للوصول الى التكامل، سواء في العلاقه بين المرأه والرجل او بين الشرق والغرب بعيدا عن الأستغلال، الرواية سعت للوصول الى التقاء هموم وافراح العالمين في اطار التفاعل الايجابي بعيدا عن نعت جهه بلون واحد.


  • عملت في روايتك على ابراز عوائق الاندماج وفي بعض الاحيان كنت ترين في سلوك المهاجرين عائقا امام الانسجام بين القادمين من الشرق واهل البلاد الاصليين وفي ذلك ما يخالف الفكرة السائدة هل تعتقدين بان اللاجئ يتحمل مسؤولية عدم اندماجه؟

ـ  ابراز عوائق الأندماج كان من شروط الرقص في ظل التانغو،  اقصد كان احد الأبعاد المهمه في الروايه. أحمل سلوك المهاجرين وخيارهم في البحث عن نقاط الأختلاف بدل التلاقي مع ثقافة المهجر المسؤوليه لحد كبير. لا ناقة ولا جمل لي في الفكرة السائده، انا اسبح وارقص في “ظل التانغو” بحثا عن الحقيقة وأسقاط الضوء عليها، طبعا هناك عوائق ثقافيه امام انسجام القادم الى بلد مثل السويد ولكنها لا تقاس بما يحصل عليه من تسهيلات ليبدا في بناء حياه كريمه، كوني مررت بالمراحل التي مروا بها بحلوها ومرها، لا اجد مرارة أكبر من تلك التي يعيشها امثال هؤلاء في الوطن العربي رغم ان الثقافة واحدة وكذلك اللغه والدين .


  • الا ترين في الموجة العنصرية التي استقبل بها اللاجئون بعد “الربيع العربي” ما يدلل على رفض الغربي للشرقي من منطلقات ثقافية وعقائدية لا علاقة لها بتطور السلوك الفردي؟

ـ انا لا انكر وجود العنصريه في اوروبا لا على المجال الفردي ولا الأعلامي، وان اليمين يتمكن من اوروبا أكثر وأكثر، الشيئ الذي نتمنى دحره في الانتخابات القادمه التي تجري العام الحالي، لكني متأكده من أن العنصريه ليست مبرمجه في التعامل مع المهاجر حين وصوله ألى الوطن الجديد ، ففي خطه ترسيخ المهاجر حين يحصل على الأقامه ولمدة العامين الأولين المساعده الماليه والثقافيه المتمثلة براتب شهري مقابل تعلمه للغه ومشاركته في بعض الانشطة. كما اؤمن بأن كل شخص عليه واجب ان يكون سفيرا امينا لثقافته في بلده الجديد، للعيش في الغربه مكاسب ومخاسر وعلى راس هذه الأخيرة صعوبه تربية الابناء بين ثقافتين مختلفتين.


  • اثارت الرواية جدلا حول تغير فكرة الوطن لدى المهاجر ما هو دور الذاكرة في هذه الحالة ؟

ـ لولا الذاكرة يا عزيزتي ما كتبت رواياتي، أنا لا أؤمن بما قالته جولدا مئير في قضية وطني فلسطين”يموت الكبار وينسى الصغار” لا الجيل الجديد سينسى ولا الجيل القديم سيموت طالما عاشت الذاكره.

 أنا أؤمن بأنه كلما تمتعنا بشفافيه عاليه وكنا فاعلين في الوطن الجديد نكون قادرين على نشر كلمة الحق وهنا أعني اننا لن نتنازل عن حقنا في وطننا فلسطين.

لا اتكلم  بأسمي فقط، أمثالي ممن لم يتركوا وطنهم بخاطرهم كثر، لم يتركوا الوطن العربي رغبة في الانتقال الى وطن آخر، تدركين أن حكام الوطن العربي أجبروا أهله على تركه كراهية لا طواعيه حتى تبقى لهم الكراسي المرهون بقاءها بما تقوله أمريكا، الذاكرة تغذي جذور ممتدة في وطني الأول وتزهر الآن في الغربة لصالح حريته.


  • المسالة النسوية كانت حاضرة بشكل او بآخر في التمييز بين شكلين من الثقافة والحياة وفي ذلك ما يدخلنا في جدل حول اعتبارها معيارا لتطور الشعوب ويدخلنا في جدل حاجز الثقافات ألا ترين أن الحديث حول هذه المسألة بات أقرب إلى الجدل البيزنطي؟

ـ “ظل التانغو” تحمل شعارا نسويا واضحا ورساله حضاريه قديمة حديثه عنوانها انتزاع الحريه لا التصدق بها من رجل أو من نظام، قديمهما دين الأسلام الذي لو كان له ممثلون صادقون الآن لنادوا بتلك الرسالة وجديده انتزاع حريه المرأة لأنها حق واهم شرط من شروط التحرر من الاستعمار ومن قبله الظلم والطبقيه. نحن نعيش في عالم يلتقي فيه داعي الحرية في الشرق مع نظيره في الغرب. لا اوافقك الرأي بان الجدل في ذلك بيزنطي، بقدر ما هو “ألف وباء” تخليصنا من عصور الظلم للوصول الى الربيع الحقيقي، البيزنطيه في الحوار تعود الي الدفاع عن الاستغلال والسلطة البطريركية التي تتنافى مع حقوق الأنسان اينما وجد، وتلك موجودة في الغرب كما هي في الشرق مع فرق المسميات والمعايير.


  • لديك نشاطك في اطر اليسار السويدي الى اي حد تعتقدين بجدوى النضال من خلال مثل هذه المواقع ؟

ـ بالنسبة لسياسة حزبي اليسار واي نشاط يقام على ارضية خدمة المصالحة الوطنيه لا الشخصيه لابد ان يصبا في إحدى قنوات النضال، كوني ناشطة يجعلني قادره على العمل لمصلحة وطني ويجعل كلمتي مسموعه حتى لو رفضتها بعض الأطراف اليمينيه والعنصريه، اليسار أحد أهم المنابر لرفع صوتنا عاليا لحقنا في الوطن والعودة اليه.


  • ما مدى رضاك عن الصورة التي نقلها المهاجرون العرب الى الآخر الغربي واثرها في جلبه الى قضاياهم؟

ـ دون انكار لبعض الجهود التي تقام من اجل قضايانا الوطنيه سواء الشخصيه اوالجماعيه أؤكد عدم رضاي وهذا الامر واضح كل الوضوخ في روايتي “ظل التانغو” وكتبي السابقة اولها كتابي “متشابهون ولكنا مختلفون” الذي صدر باللغة السويديه. الأغلبيه المهاجره تبرر فشلها او فشل ابناءها في الوطن الجديد بعنصريته ويعزون عدم قدرتهم على تربية ابنائهم استنادا الى قواعد دينهم بعوائق ثقافيه غربيه، وانا كما سبق وذكرت لا اشاركهم الرأي، وارى ان الأندماج والمشاركه في هموم البلد الجديد تعزز قدرتنا على طرح قضايانا وخدمتها

مشاركة