صلاح عبد الله: أجد فلسطين في التراث والفن وطني الوجداني
الثلاثاء 27/02/2018صور ـ شبابيك ـ ايمان جمال الرفاعي ـ تصوير رانيا سعد الله
الفن ضرورة، يمد أرواحنا بالأمل، يعبر عن تجلياتها، ويعينها على تحمل المشاق، والرسم أحد اهم تجلياته. بين ريشة الفنان ولوحته تتزاحم الذكريات، في الغالب يبقى هناك حيز محدود لحاضر غامض، ولا يخلو الامر عادة من خيال يعلق أهل الإبداع على عتباته امنياتهم واحلامهم الوردية. والإبداع جواد جامح لم يتعبه السفر عبر السهول والوديان، وفي حال الفلسطينيين قارب يتسع لقلوب وجهتها الوطن البعيد.
صلاح عبد الله شاب فلسطيني، من قرية الناعمة “قضاء صفد” لاجىء في مخيم برج الشمالي، ويبلغ من العمر ٢٣ عاماً، وتخصص في هندسة المساحة.
كغيره من المواهب التي عايشت اللجوء بكل تفاصيله وبالرغم من قسوتها لم تؤثر على روحه النقية، ظل يرسم الأمل والحب والحلم والطفولة بايمان عميق بأن الغد أجمل وأن الإنسان المجد والطموح سوف ينتصر على كل ماهو بشع وقاهر.
يقول عبد الله “لشبابيك” أنه بدأ يمارس هواية الرسم من عمر ١٣ عاماً “عندما كنت أرسم الوشم على اجساد اصدقائي” وبعد ذلك بدأت أرسم على الورق لتتطور موهبتي واصبح قادراً على رسم أي فكرة ممكن أن تخطر في بالي.
يضيف الفنان الشاب: ساعدني على تطوير موهبتي ممارسة الرسم أثناء دراستي في معهد سبلين، فقد كان اصدقائي يطلبون مني دائما أن أرسمهم كما رسمت العديد من أساتذتي بالإضافة الى الرسوم على جدران المعهد.
يشير الى أنه لم يلجأ يوماً الى برامج الانترنت لتنمية موهبته ولم يدخل أي معهد متخصص في الرسم، وأن هذه الهواية كبرت ونمت بمجهود شخصي وتشجيع من أصدقائه وأهله الذين دائماً يدعمونه وبالاخص والدته التي لم تبخل عليه يوماً بالدعم والتشجيع.
يتابع عبد الله قائلاً: بعد ذلك بدأت أمارس الرسم كعمل من خلال المشاركة في العديد من المشاريع أو من خلال الرسم الفردي ” لوحات وجداريات”.
يُفضل دائما رسم لوحات عن التراث كونه قاسم مشترك بين كل أطياف الشعب الفلسطيني ويبعد عن رسم كل ما من شأنه أن لا يعبر عن قناعاته وقضيته فهو كما يقول منحاز للوطن أكثر من أي شي اخر.
حول المعيقات التي تعترضه يشير الفنان الفلسطيني الى ان العادات والتقاليد داخل المخيم تحد من طموحاته لا سيما ان نظرة الرسام تختلف عن نظرة أي شخص آخر. وخلال الفترة الاخيرة اضطر لإلغاء لوحة كان قد بدأها على احد جدران المخيم بسبب اعتراض البعض عليها. بالاضافة إلى ذلك، يشكو عبد الله من انتهازية البعض وتسلقهم ومحاولة سرقة مجهوده وتعبه وقد حصل معه أكثر من موقف من هذا القبيل.
صلاح عبد الله الذي أطلق العنان لريشته كي تصور كل مشهد وكل فكرة يجسدها بكل احتراف واتقان، يحلم بأن يجد من يحتضن هذه الموهبة ويقدر فنه. ويطمح ان تصل فكرته وابداعاته للعالم، فهو يرى في الفن وطنه الوجداني الذي يعبر من خلاله إلى صفد ليخط على بواباتها عبارة “ها أنا قد عدت مشهرا ريشتي”