logo
فارز الظلال
الثلاثاء 9/10/2018

صور ـ شبابيك ـ أمل الرفاعي

لخص اليساري الفلسطيني ماجد ابو شرار فهمه للعلاقات بمقولته الشهيرة “علينا أن نفرز بوعي معسكر الأعداء عن معسكر الأصدقاء” لتعلق المقولة بأذهان الذين عايشوه في القواعد العسكرية خلال سبيعينيات القرن الماضي حيث كان يتبادل معهم الأفكار السياسية والعسكرية ويزودهم بكل ما هو جديد.

بمقولاته ورؤاه التي لفتتت أنظار العالم إليه وحدد من خلالها أولويات صراع معقد كادت أن تتداخل فيه الظلال كان أبو شرار يمسك بجوهر التناقض ويرسم خارطه مصيره المرتبط عضويا بمصير شعبه وقضيته.

وُلـد مـاجد محمد عبد القادر أبو شرار في دورا الخليل عام ١٩٣٤ حيث أنهى دراسته الإبتدائية، وإنتقل مع أسرته إلى قطاع غزة عام ١٩٤٨ حيث درس المرحلة الثانوية هناك ثم إلتحق بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية بمصر عام ١٩٥٤ ليتخرج من الجامعة في العام ١٩٥٨.

انتقل في عام ١٩٥٩ إلى الأردن حيث عمل مدرسا في مدرسة “عي” قضاء الكرك ثم أصبح مديرا للمدرسة، وبعدها سافر إلى مدينة الدمام في السعودية ليعمل محررا في صحيفة “الأيام” اليومية، حيث وجد هامش مساحة لنشر أفكاره.

إلتحق عام ١٩٦٢ بحركة فتح، وتفرغ في منتصف ١٩٦٨ للعمل في جهازها الإعلامي بعمان الذي كان يشرف عليه آنذاك مفوض الإعلام الشهيد كمال عدوان.

تولى فيما بعد رئاسة تحرير صحيفة فتح اليومية ثم إدارة مركز الإعلام الحركي كما تم إختياره أمينا لسر المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الثالث للحركة عام ١٩٧١ وبعد إستشهاد كمال عدوان في العام ١٩٧٢ أصبح ماجد أبو شرار مسؤول الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت.

أُسندت لأبو شرار مهمة المفوض السياسي لقوات العاصفة في واحدة من أدق المراحل وأخطرها حيث كانت رياح الإنقسام تعصف بالساحة الفلسطينية إثر قبول القيادة لمشروع النقاط العشرة في المجلس الوطني وهي الفترة التي تصاعدت فيها العمليات العسكرية والإعتداءات الصهيونية على قوات الثورة الفلسطينية.

ساهم في دعم وتأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام ١٩٦٩ عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي وإختير في المؤتمر العام الرابع لحركة “فتح” لسنة ١٩٨٠ ليكون عضوا في اللجنة المركزية للحركة.

صار الأديب المناضل عضوا في الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عام ١٩٧٢ كما كان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي.

وفي التاسع من تشرين ثاني سنة ١٩٨١ إستشهد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سر مجلسها الثوري ، ومسؤول الإعلام المركزي الفلسطيني، حيث طالته يد الغدر والخيانة بقنبلة تحت سريره في أحد فنادق روما لدى مشاركته في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

صدرت لأبي شرار مجموعة قصصية بعنوان “الخبز المر”، كان قد نشر قصصها تباعا مطلع الستينيات في مجلة “الأفق” المقدسية.

حالت مهامه في الثورة الفلسطينية دون مواصلته الكتابة التي عبر عن حنينه إليها بمخاطبته كُتاب القصص القصيرة قائلا لهم: “أحسدكم أنتم الذين بقيتم تحملون جمرة الأدب”.

عقب إغتياله رثاه الشاعر محمود درويش بقصيدة ” اللقاء الاخير في روما” التي جاء فيها “صباح الخير يا ماجد، صباح الخير، قم إقرأ سورة العائد، وحث السير، إلى بلد فقدناه، بحادث سير” ورسم الفنان الشهيد ناجي العلي لوحة بعنوان “وما قتلوه ولكن شُبّـه لهم” دلالة على بقاء أبو شرار حيا في ضمير الشعب الفلسطيني.

مشاركة