logo
فرقة جفرا تبحث عن وجع القضية
الخميس 5/07/2018

صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي

جفرا تغني ويصدح صوتها في ليل اللاجئين، تروي لهم الحكايات وتعود إلى المخيم مع الصبايا المضمخة أكفهن بزاد المقاتلين، كلمة وطلقة ومنديل فلاحة تمسح حبات العرق على جبين الزمن المتعب، أغنية المنسيين في البلاد، اللحن المعزوف على أوتار قلوب عاشقي الشمس، القلوب المؤمنة بعدالة القضية وحتمية النصر.

يقول محمد حسان مدير فرقة جفرا ل”شبابيك”: إنطلقت رحلة الفرقة سنة 1993، كانت البداية مع مجموعة من طلاب النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة العربية، أسسوا الفرقة وأطلقوا عليها إسم “جفرا”، كنشاط ثقافي فلسطيني عبر النادي، إختار لها المؤسسون هذا الإسم نسبة إلى سيدة فلسطينية كان يطلق عليها “جفرا” وإختلفت الرواية التاريخية عنها، قيل أنها قدمت أبناءها وزوجها شهداء، وقيل أنها إمرأة جميلة تغنى بها الكثير من الشعراء، وتردد إسمها في الكثير من القصائد، تحولت إحداها إلى أغنية لمرسيل خليفة.

الفرقة إستمرت في تقديم الفن الفلسطيني منذ إنطلاقها حتى عام 2006، وكان التوقف بسبب الأوضاع السياسية والإجتماعية في لبنان، وآثار الانقسام الحاد بين مكونات الشعب الفلسطيني الذي انعكس على حال الناس، الأمر الذي أدى إلى تفتت أعضاء الفرقة وسفر العديد منهم وإنشغال آخرين، ثم عادت الفرقة للعمل بعد توقفها 12 عاما، لتقدم فنها من جديد.

يقول حسان عن فترة الإنقطاع: “كنا دائماً كأعضاء سابقين في الفرقة نتواصل بإستمرار، ونخطط لإعادة الروح لها، حتى إستطعنا خلال العام الماضي إعادة جمع الشباب والفنانين والموسيقيين وعادت الفرقة للعمل”.

يتابع حسان نحن الآن 16 شخصا بين مغني وعازف، وما نقدمه مزيج من الأغاني التراثية والثورية، والتي تمثل الحالة النضالية الفلسطينية في لبنان وفلسطين، هذا النمط الذي عملنا به خلال الحفلات الثلاثة التي قدمناها مؤخراً تحت مسمى “عودة الأبناء الضالين” لكننا نسعى خلال المراحل القادمة أن نستطيع إدخال أغاني جديدة يمكنها أن تتحدث عن وجع فلسطين الحالي ومواكبة أحداث القضية، ونحن إخترنا الفن الثوري لأنه قضيتنا الأساسية وهو الذي يستطيع التعبير عن ذواتنا الوطنية وهمومنا.

عن الدعم المادي يقول حسان: إنه غير موجود فعليا، بإستثناء بعض المؤسسات التي كانت تحضن أعمالنا في قاعاتها لعمل البروفات والحفلات، مثل مؤسسة التواصل الاجتماعي “أجيال” وبعض المؤسسات الفلسطينية الأخرى كانت تساعدنا في بعض الإحتياجات المؤقتة مثل الأثواب المطرزة أو أجهزة الصوت للمشاركة في العروض. 

أضافت فرقة جفرا الكثير الى الساحة الفنية الفلسطينية في لبنان، هناك العديد من الفنانين كانت بدايتهم فيها، مثل الفنان زياد سحاب الملحن وعازف العود، وفتحت المجال خلال التسعينات للكثير من الموهوبين، بالإضافة إلى تقديمها الفن الملتزم.

مشاركة