فرقة “لاجئ” هدية “اليرموك” لصيدا
الخميس 1/03/2018صيدا ـ شبابيك
خرجت من المأساة لتقرب الامل من ارواح الباحثين عنه من ضحايا الحروب والتشرد وتبعاتهما التي لا تبدأ من الفقر ولا تنتهي بالاغتراب ووجدت في الموسيقى طريقا للوصول الى الباحثين عن السلام مع عالم اثقله التعب.
تأسست فرقة “لاجئ” بمبادرة فردية من سلام رحمة وهي شابة فلسطينية من مخيم اليرموك في سوريا ، لجأت إلى لبنان مع عائلتها في كانون الثاني 2013.
كان هدف الفرقة حين تأسست في شباط 2015 في صيدا جمع الأطفال والشبابات على ماهو مفيد وإبعادهم عن التطرف والتسلح والاكتئاب والاحباط الذي عانى منه اللاجئون القادمون من سوريا.
ضمت الفرقة في بداية تأسيسها 15 شابة وطفل من الجنسيتين السورية والفلسطينية وتفرعت اشكال اداءها بين المسرح والدبكة والغناء والراب.
بعد هجرة سلام وبعض أعضاء الفرقة الى أوروبا تولت ربا رحمة الاشراف عليها ونجحت في تقديم ما يقارب 25 عرضا في مختلف مناطق لبنان والمهجر من خلال التواصل مع الجمعيات.
معظم تدريبات الفرقة كانت على الكورنيش البحري والحدائق العامة وفي التجمعات السكنية بسبب عدم وجود بيئة حاضنة تتبنى الفرقة باستقلاليتها.
ضمت الفرقة في عام 2017 واحد وثلاثون شخصاً من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وأصبحت معروفة على مستوى مدينة صيدا خاصة بعد تأسيس زفة “البلابل” للأعراس وافتتاح استديو “لاجئ” للتسجيل.
تعددت انشطة الفرقة بين المسرح ، الدبكة ، البريك دانس ، الغناء ، الراب و الشعر وتركز نشاطها على معالجة القضايا المجتمعية والتُذكّير بالقضية الفلسطينية وأصبح لكل فن مدرب من الشباب أنفسهم.
والى جانب التدرب على الفنون يتم تدريب الشباب على المهارات الحياتية والدعم النفسي والاجتماعي.
من قصص النجاح أن الفرقة بعد ثلاثة سنوات خَرّجت أربعة مدربين يعملون الآن في الوسط الاجتماعي اللبناني السوري وهم صالح رحمة الذي يبلغ من العمر 20 سنة ويتولى التدريب على الدعم النفسي والاجتماعي ورياضة البريك دانس وبلال قاسم الذي لا يتجاوز عمره 17 سنة مدرب دبكة وزفة أعراس وطلال دادو البالغ من العمر 21 سنة ويدرب على الاداء المسرحي والمدرب المهني حسن ابراهيم الذي لم يتجاوز 19 عاما .
ويمضي اخرون من منتسبي الفرقة على طريق الابداع الذي اتاح لها المساهمة في ادخال تغييرات على الذهنية القائمة على مفهوم إلقاء اللوم على المسؤولين وانتظار الدعم المادي بعد استطاعتها صناعة شئ من اللا شيء .
ما كان لفرقة “لاجئ” ان تكون لولا توفر الظرف الذي اتاح جمع ارادات وقدرات الشباب في بيئة من التسامح ليثبت بالموسيقى امكانية تجاوز النظرات والمديات الضيقة الى افاق العمل البناء