كارلوس لشبابيك: الصورة تعيد بناء الواقع وقدوتي ناجي العلي
الخميس 22/11/2018صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر
شكل الفنان البرازيلي من أصل لبناني المولود في ساوكريستو عام 1968 “نجيب لاتوف” المعروف بـ”كارلوس” ثورة وعي في ذاكرة جيل بأكمله من خلال توثيقه الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني مما سبب نوبة صداع للمجتمع الإسرائيلي لاسيما أنه أظهر قبحهم برسوماته من خلال سلسلة من رسومات بعنوان “كلنا فلسطينيون” إنتقد فيها المشروع الصهيوني والممارسات الهمجية والحرب على غزة.
“شبابيك” التقى كارلوس وحاوره حول تجربته ودوافعه لتكريس بعض رسوماته لدعم القضية وكان هذا الحوار.
*ما الذي أثار إهتمامك بالقضية الفلسطينية؟
– القضية الفلسطينية في وجدان كل شريف وهي جزء لا يتجزأ من هويتنا، أنا إشتراكي، نشأت في البرازيل، وهي واحدة من بلدان أميركا اللاتينية، أساس الثورات، ونقطة إرتكاز في محاربة الإمبريالية العالمية.
منذ 22 عاماً بدأت قصتي عندما بدأت بترويج رسوماتي خارج حدود البرازيل، تلقيت عرضاً من إحدى الجمعيات في الضفة الغربية للعمل لحسابها وكانت هذه أخر زيارة لي للأراضي المحتلة بسبب منع الدخول المفروض علي من قبل الإحتلال.
خلال زيارتي صُدمت بالواقع الفلسطيني، الذل على الحواجز، تجريف أشجار الزيتون دون مبرر وتوسيع رقعة الإستيطان كانت هذه الزيارة بمثابة ولادة جديدة لي، قررت بعدها صناعة ثورة جديدة شبيهة بتلك التي قادها ناجي العلي قبل أعوام، وبدأت بتجسيد المعاناة الفلسطينية ونشرها دون مقابل، أنا لا أتقاضى سنتا واحد مقابل رسوماتي التي تجسد القضية رغم العروضات التي تنهال علي.
*ماذا عن رد فعل الإحتلال على ما تقوم به ؟
– طالب أحد أعضاء الليكود الحكومة الإسرائيلية بإتخاذ قرار صارم ضدي وبالفعل تم منعي من دخول الأراضي المحتلة ووضعي على اللائحة السوداء لأنني مؤمن منذ زمن أنه لا شيء أخطر من القلم في المجابهة، للقلم قوة الرصاص، رسوماتي إستطاعت تأليب الرأي العام ضد الإحتلال من خلال تجسيد الأحداث.

*هل تخاف من التعرض لعملية إغتيال؟
ـ لا أخاف، مصير ناجي العلي يطاردني، درسته بإمعان، والنتيجة محسومة بالنسبة لي وما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم بحق الإنسانية يندى لها الجبين تحملنا جميعنا المسؤولية وتجعلنا أصحاب قضية مركزية، وإلى جانب القضية الفلسطينية نشرت رسومات مناهضة للعولمة وللرأسمالية ومناهضة الأمركة التي دخلت بيوتنا وحياتنا عبر العولمة وأدلجة العقول بما يتناسب مع الإمبريالية الصهيونية.
* ما هو تصورك لمآلات القضية الفلسطينية ؟
ـ عدالة القضية الفلسطينية ستنهي حتماً وجود “إسرائيل” و”أميركا” وهذا ما أجسده في رسوماتي، يمكن الإستدلال على ذلك في قراءة بسيطة لصورة العجوز التي ترمز للقضية الفلسطينية والتي تعمدت إظهارها كبيرة في السن كدلالة على قدم وجود الشعب الفلسطيني في هذه الأرض وإظهار الجنود الصهاينة صغارا ضعافاً كدلالة على هشاشة هذا الكيان.
*ما هو تأثير الصورة في صراع معقد قائم على القوة؟
ـ الإنسان بلا صورة لا وجود له، الصورة تعيد بناء الواقع وترتيب أولويات الإنسان، العالم حولنا أخرس لا يتكلم إلا عبر لغة وأنا إخترت لغة الرسم لأتحدث بها وأشرح للعالم حقيقة الصراع العربي – الإسرائيلي، الإنسان كائن صوري والصورة تعيد تشكيل الوعي عنده، والكاريكاتير فن جماهيري شعبوي بسيط يستطيع فهمه المتعلم والأًمي وهو من الفنون التي وظفت الصورة والكلمة معاً أو الصورة وحدها حيث يعتمد على المفارقة البصرية.
