logo
كنفاني يحاصر هزائم الإنسان العربي
الإثنين 9/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

ربما لم يكن غسان كنفاني يعلم عندما قال جملته الشهيرة تسقط الأجساد لا الفكرة” أن فكره هو الذي سيبقى بعد غياب جسده.

عاد بنا إلى حيفا ، وتجرعنا مرارة حرارة الشمس في الأعوام السبعين للجوء، متنا كما مات أبطال الرواية إختناقا في خزانات الشتات، حزنا على أرض البرتقال الحزين، وكل ما تبقى لنا ولكم ألف أم سعد تقاوم في غزة وتنجب أطفالا ليصبحوا فدائيين تقدمهم قرابين نصر لفلسطين.

بقي غسان حي فينا، ومن خلال كتبه وغيرها، عرفنا المناضل المدافع عن القضية، بأدبه وقلمه.

في حديثه لـ شبابيك يقول طلال رحيل أستاذ اللغة الفرنسية في مخيم عين الحلوة: عرفنا غسان منذ أن كنا صغارا عبر مجلة الهدف ومن ثم درسنا عن أدبه في الجامعة كل ما عرفناه عن غسان أنه كان وما زال مصدر وحي لجيل كامل في حياته وبعد إغتياله قولا وفعلا.

ويستطرد قائلا “عرفنا غسان الذي أرعب الكيان وأحيا فينا روح النضال، كنا في حرب الإجتياح الإسرائيلي نستمد قوتنا من كتاباته، نحارب في لبنان والعين على فلسطين، أملا بأن يعود إبن مدينة عكا إلى مسقط رأسه وتحضنه تربة فلسطين”.

يضيف رحيل: كوني مربي أجيال أعرف تلاميذي دائما على غسان الثوري المثقف الفدائي الذي حارب إسرائيل بقلمه وبأدبه.

وعن تجربته في المدرسة مع تلاميذه الذين تعرفوا على غسان كنفاني عبر وسائل التواصل الإجتماعي يقول: أصابتني صدمة عندما حدثتتي تلميذة عن غسان العاشق لغادة السمان هذا كل ما يعرفونه عنه عاشق الأديبة التي أنكرت حبه.

ويضيف: كثير مما ينشر عن غسان على الفيسبوك وبتنا نراه يعود إلى غادة لذا قررت أن اخصص خمس دقائق يومياً لأعرف هذا الجيل على الأديب المثقف الذي كان يعرف أنه سيدفع حياته ثمنا للكلمة.

 

“الثوريون لا يموتون”، هذا ما قالته طالبة كلية الإعلام إباء مصطفى ل “شبابيك” لدى حديثها عن كنفاني.

تضيف مصطفى: غسان واحد من هؤلاء الذين خلدهم التاريخ، هو مثل جيفارا، لم يعد حكراً على جمهور معين، دخل إلى قلب كل مقاوم، أممي حي بفكره، تعج مواقع التواصل الإجتماعي بصوره ومقولاته التي نحفظها عن ظهر قلب، لو طرحنا عليهم سؤال ماذا يعني لك غسان كنفاني قد نتفاجأ بالاجوبة، هناك من يعتبره ملهما ثوريا وأيقونة من ايقونات الكفاح المسلح، وربما أبلغ ما قيل عن غسان هو ما إختصره وديع حداد بأربع كلمات “الكلمة والقلم والرصاصة والبندقية”.

وتشير إلى أنها تدرس الإعلام لتكمل المسيرة وتسلط الضوء على القضية “لأننا اليوم بحاجة إلى غسان وفكره أكثر من قبل، نعاني من طمس الهوية الوطنية وتضييعها عمدا عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي تحاول تشويه صورة المقاومين”.

تضيف مصطفى أنه لا بد من فكر غسان كنفاني ـ في ظل “صفقة القرن” التي تحاول القضاء على عروبتنا ـ لشحذ الهمم الثورية عند أجيال أمسى همها الوحيد الهجرة من بلاد كان حريٌ بها أن تحتضننا.

تطايرت شظايا جسد غسان لحظة إغتياله لكن فكرته تحاصر هزائم الإنسان العربي المقهور والباحث عن الأمان في بلاد الآخرين وهمومه التي لم تكن خارج دائرة نبوءات ذلك المثقف الثوري.

مشاركة