logo
معلمة الفقراء
الثلاثاء 1/01/2019

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

تعيش منى حمودة إبنة بلدة الراس الأحمر في مخيم عين الحلوة حيث دفعها إجتهادها وإيمانها بالعلم إلى تقديم الدروس الخصوصية لأطفال المخيم بالمجان لتكون بذلك نموجا يحتذى في العطاء.

تقول منى ل”شبابيك” وهي أم ل3 أولاد حرمها الطلاق منهم “كنت من المتفوقات في دراستي لكن أخي منعني من دراسة الطب في الإتحاد السوفيتي آنذاك لأنني بنت ولا يجوز لي أن أسافر، تزوجت إبن خالتي وسافرت إلى إسبانيا مع زوجي حيث كان يعمل، أمضيت هناك 13 عاماً، قررت دراسة الهندسة المدنية، ولكن لم أكملها بسبب حملي بإبنتي ندى، ولم تسمح الظروف بإتمام دراستي رغم حلمي وتفوقي، وبعد أعوام عدت إلى لبنان مطلقة، لا أملك شيئاً سوى البيت الذي ورثته من والديّ ففكرت بتحويله إلى معهد تدريس للطلاب، وجدت أن المنهج الدراسي قد تغير ما إضطرني للدوام في المدرسة مع الطلاب كي أتعلمه وأعلمه وفعلاَ أصبحت المعلمة رقم 1 في مخيم عين الحلوة بتسجيل أكثر عدد طلاب ناجحين وأستطعت تأمين مصروفي الخاص وإعالة نفسي وإكمال دراستي”.

تضيف منى “بعد أن إكتفيت مادياً رأيت أن أقدم المساعدة للطلاب المحتاجين ذوي حالات العسر الشديد فحولت البيت إلى مركز تدريس مجاني وفعلاً ولله الحمد نسب النجاح عندي عالية وهذه أعتبرها خدمة للشعب الفلسطيني كي يستطيع تأمين نفسه وتحصينها أمام عقبات الحياة، خاصة وأن الطلاب في مدارس الأونروا يواجهون مشكلة حقيقية لمستها خلال سنوات التدريس، ألا وهي سياسة التجهيل المعتمدة في المدارس من خلال عدم إيصال الفكرة بالطريقة الصحيحة كما أن الأعداد داخل الصف كبيرة تحول دون فهم البعض ما يجبر البعض على ترك التعليم أو اللجوء إلى مدرس خصوصي، وهذا يرهق الأهل ويحزنني بعض الشيء”.

تضيف منى أن الشعب الفلسطيني يحب التعليم بفطرته ويحرص عليه، لذا خوفا من تنامي نسبة الأمية في المجتمع الفلسطيني قدمت خدماتي التعليمية للطلاب في المراحل

المفصلية أي في صف التاسع من أجل الحصول على شهادة البريفية وفي شهادة الثانوية العامة.

مشاركة