logo
ملاك غزة الشهيد
الأحد 3/06/2018

صور ـ شبابيك ـ ايمان جمال الرفاعي

كان للجمعة العاشرة من جمع فعاليات العودة قمراً واحداً، يعرفه ثوار خانيونس، كيف لا وهو رزان النجار، المسعفة التي تضمد جراحهم، وتخفف من آلامهم.

استشهدت النجار ابنة الـ 21 عاماً أثناء قيامها بعملها التطوعي قي جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

 لم تفارق مسيرات وخيام العودة منذ انطلاقتها في الثلاثين من آذار الماضي، تشهد الساحات بقوتها وجرأتها وتفانيها في خدمة أبناء شعبها الذين  يتعرضون للإصابات برصاص جنود الاحتلال الذي يستهدف المتظاهرين السلميين.

ما شفع لها رداءها الأبيض وحقيبة اسعافاتها من أن يمنع إطلاق النار عليها لترتقي شهيدة يبكيها أهلها زملاءها وكل من يعرفها.

يقول علي النجار أحد اقارب الشهيدة أن رزان كانت تسعى دائماً لخدمة أبناء شعبها، حيث عملت متطوعة في علاج الجرحى واسعافهم على نفقتها الخاصة على الرغم من ظروف أهلها وأوضاعهم المادية الصعبة.

يتابع النجار قائلاً انها الأكبر في العائلة ولديها شقيقة في الثانوية العامة و4 أشقاء أطفال آخرين وتعمل منذ بداية مسيرة العودة على إسعاف الجرحى من الساعة 7 صباحا حتى الساعة 10 مساءً.

يشير النجار الى ان رزان كانت تضطر أحيانا على شراء المعدات الطبية على نفقتها الخاصة وترفض أي أجر مقابل عملها التطوعي وكان دافعها مشاركة أبناء شعبها الدفاع عن أرضهم وحلمهم بالعودة ومساعدتهم أثناء تعرضهم للخطر الذي يقع عليهم قرب الحدود.

ويضيف: تعرضت رزان لإصابات عدة بقنابل الغاز ورغم ذلك استمرت في القيام بواجبها الإنساني مع العلم إنه من النادر مشاركة الإناث في إسعاف الجرحى قرب الحدود.

عن ظروف استشهاد رزان يقول النجار: كان هناك إصابة قرب السلك الفاصل، ذهبت رزان مسرعة دون تردد وهي ترفع يدها لقوات الاحتلال الصهيوني كي لا يطلقوا النار عليها، ولكن بمجرد وصولها الى الحدود وعندما ادارت ظهرها أصابها رصاص الغدر في ظهرها إصابةً خطرة و استشهدت فور وصولها للمستشفى.

يستطرد قائلا : أنقذت رزان حياة العشرات من المصابين وغرق ثوبها الأبيض الخاص بالممرضين والمسعفين بالدماء أثناء علاجهم وإسعافهم، وكانت اخر كلماتها لأهلها “دعواتكم لي كي أستطيع أن اعالج أكبر عدد من المصابين”.

كان أهلها منذ بداية الأحداث يتوقعون استشهادها في أي لحظة لانها كانت تتواجد في أخطر الأماكن الى جانب الحدود، في مواجهة الجندي صهيوني الواقف خلف التلال والسواتر يقنص من يريد، تذهب بدون تردد لمساعدة الجرحى غير أبهه بالمخاطر.

 ينقلون عنها قولها ” بديت المشوار هنا ورح أنهيه هنا” وإشارتها الدائمة الى انها ” مش احسن من هدول يللي استشهدوا” وحديثها عن واجبها “اسعافهم والدماء التي سالت على ثيابي تشرفني لأنها طاهرة وزكية”.

يذكر النجار أن زملاءها المسعفين حاولوا اكثر من مرة تقديم النصائح لها بعدم الاقتراب من الاماكن الخطرة لكنها لم تكترث واستمرت حتى اللحظات الاخيرة تتقدم زملاءها لتسعف أحد المصابين.

 قال لها زملاءها ” الوضع صعب يا رزان وما بنقدر نقدم” وكان ردها “هذول شبابنا بدي اروح، وكلنا حنموت”.

يختم النجار حديثه قائلاً : والدة رزان مصدومة لم تتكلم بحرف واحد ولم تبك من شدة الصدمة فيما قال والدها: الحمدلله على كل حال “كنت متوقع استشهادها في أي لحظة.

رزان النجار فتاة فلسطينية تعشق أرضها وشعبها، ارتدت زيها الملائكي وسارت على درب من سبقوها الى التفاني في خدمة وطنهم من أمثال ياسر مرتجى وـحمد أبو حسين لترتقي شهيدة برصاص الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي يثبت في كل مرة همجيته وحقده واصراره على استهداف الطواقم الطبيه والصحافيين متجاوزاً كل القوانين والأعراف الدولية.

شهداءنا ليسوا ارقاماً بل أسماءً وصوراً وقصصاً ستبقى معلقة في قلوبنا وعلى جدران أيامنا، وستبقى صورهم وهم يبتسمون لنا ويقولون: “اذكرونا عندما تحتفلون بالعودة والتحرير”.

مشاركة