logo
نجمة الذاكرة
الأربعاء 21/03/2018

صور ـ شبابيك ـ امل الرفاعي

للعمل النسائي والوطني الفلسطيني ـ خلال القرن الماضي ـ رموزه التي علقت الكثير من النجوم في سماء الذاكرة لتنير دروبا معتمة.

بين أبرز هذه الرموز مكانة خاصة لسميحة خليل التي تحولت الى واحدة من العلامات الفارقة في تاريخ الفلسطينيات والفلسطينيين المفتوح على المجهول.

ولدت سميحة يوسف القبج ” ١٩٢٣ ـ  ١٩٩٩”  التي عرفت فيما بعد بـ ” سميحة خليل ” في بلدة عنتبا شرقي طولكرم، والدها يوسف القبج الذي كان رئيس بلدية عنتبا لستة وثلاثين عاما ووالدتها حليمة طوقان، وتزوجت من التربوي سلامة خليل و لها خمسة أبناء.

التحقت بمدرسة في نابلس وعمرها سبع سنوات، درست حتى الصف الثاني الابتدائي، وفي أوائل الثلاثينيات التحقت بمدرسة في طولكرم ودرست حتى الصف السابع. لم تنه تعليمها الثانوي الا بعد ٢٥ عاما من زواجها، وتقدمت لامتحانات الثانوية العامة في العام ١٩٦٤ في الاردن. التحقت بعدها بجامعة بيروت العربية  لتدرس الأدب العربي وهي في الثانية والاربعين من العمر، لكنها لم تستطع اكمال دراستها بسبب اندلاع حرب ١٩٦٧، حيث منعها الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة البلاد.

عرفت بمساهمتها العالية في تشجيع النساء للخروج من اجل العمل النضالي ومواجهة الظلم الاجتماعي. وفي العام ١٩٥٥ أسست جمعية الاتحاد النسائي في البيرة وكانت رئيسة لها، ثم أسست جمعية إنعاش الاسرة وترأستها وكانت هذه الجمعية في طلعية الجمعيات الفلسطينية التي تصدت للاحتلال في الخامس من حزيران ١٩٦٧ وامتد نشاطها الى كل القرى والمدن الفلسطينية.

شغلت عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وانتخبت في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأصبحت أمينة سرها ثم ترأست الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية المشكل من ٥٥ جمعية و ٦ أطر سياسية نسائية وانتخبت عام ١٩٦٧ رئيسة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الاراضي المحتلة. كما ساهمت في جمعية الشابات المسيحيات وإتحاد الجمعيات الخيرية في القدس.

كانت المرأة الوحيدة مع ٤٢ رجلا في قيادة الجبهة الوطنية المشكلة من ائتلاف وطني سياسي من المنظمات والشخصيات الفلسطينية والنقابية والحزبية في الضفة الغربية.

اعتقلت وسجنت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ست مرات بتهمة التحريض على العنف وبسبب علاقتها مع الجبهة الوطنية الفلسطينية ونتيجة مشاركتها في العديد من التظاهرات والاعتصامات المنددة بالاحتلال. فُرضت عليها الاقامة الجبرية بين عامي ١٩٨٠ و١٩٩١ ورفضت ـ بشكل قاطع ـ التعامل بالعملة الاسرائيلية (الشيكل) باعتبار تداولها منافيا للمبادئ والقيم الوطنية.

ترشحت في الانتخابات الأولى لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية عام ١٩٩٦ كمنافس وحيد للراحل ياسر عرفات وحصلت على ١٢% من الاصوات لتكون أول امراة فلسطينية تقدم رسالة مزدوجة الى المرأة الفلسطينية والى ياسر عرفات نفسه مفادها أن الفلسطينين يتطلعون حقا الى نظام سياسي ديمقراطي عصري لا يقوم على الاكراه الديني والتفرد السياسي وأن المرأة الفلسطينية قادرة على المناقسة في المواقع السياسية كافة بما فيها موقع الرئاسة.

حازت سميحة خليل على العديد من الاوسمة والدروع والجوائز التقديرية  خلال تاريخها النضالي ومشاركتها في عشرات المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية وأبرز هذه الأوسمة وسام القدس للثقافة والآداب والفنون عام ١٩٩١ ووسام وزارة الثقافة الفلسطينية عام ١٩٩٥.

ألفت سميحة خليل كتاب زجل يحمل عنوان “الانتفاضة إلى الدولة” بالاضافة الى العديد من المقالات السياسية والاجتماعية.

تُوفيت سميحة خليل في ٢٦ شباط ١٩٩٩ وكُتب على شاهد قبرها “ناضلت من أجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني”، مخلفة تاريخا حافلا من الانجازات الوطنية والمواقف الانسانية الخيرية وأطلق اسمها على احدى مدارس منطقة البيرة الثانوية للبنات

مشاركة