logo
ندوة في طرابلس حول استهداف الامة من بوابة القدس
الجمعة 16/03/2018

طرابلس ـ شبابيك ـ عدنان الحمد

 

نُظمت في مقر الرابطة الثقافية في طرابس وبدعوة من الرابطة الثقافية، اللقاء الوطني الشمالي، جمعية الشبكة الثقافية الدولية من أجل فلسطين، جمعية بناء الانسان وجمعيّة الوفاق الثقافية ندوة “استهداف الأمة من بوابة القدس” التي شاركت فيها نخب اكاديمية واعلامية.

افتتحت الندوة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ورحّب الاعلامي عماد العيسى بالحضور والمحاضرَين ثمّ أعطى الكلمة لرئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية الدكتور هشام يعقوب.

استهلّ يعقوب الكلمة بالتشديد على أن “القدس قضية بحجم الأمة واستهدافها هو استهداف للأمة” وقال انه حين نتحدث عن عنوان يجمع بين الأمة والقدس يجب أن ندرك في البداية طبيعة العلاقة بين هاتيْن المفردتيْن. فالقدس ليست مجرد مدينة، بل هي قضية، والصراع عليها وفيها ليس صراع حدود أو جغرافيا.

وتابع في المحور الثاني تفصيل السياق التاريخي لاستهداف فلسطين منذ أول وجود استيطانيّ لليهود في القدس مشيرا الى انه تم تأسيس أول حيّ يهودي استيطاني “حي مونتفيوري” عام 1859. وصدر تصريح بلفور المشؤوم عام 1917 الذي وعدت فيه بريطانيا اليهودَ بتأسيس وطنٍ قوميّ لهم في فلسطين وفي العام نفسه احتلّ الجيش البريطاني القدس، وفي1947 قامت الأمم المتحدة بإصدار القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين وتدويل القدس وبعدها بعام أُعلنت “دولة إسرائيل” على 78% من فلسطين، واحتلال الشطر الغربي من القدس. وفي 1950 أعلن الاحتلال الاسرائيلي أن القدس عاصمة له وقرر يومها نقل مقرات الحكومة والكنيست إليها. وتابع أنه خلال شهرٍ واحد عام 67 تمّ احتلال الشطر الشرقي من القدس وسقوط المدينة كاملة في يد الاحتلال. وبعدها بأيام أعلن كنيست الاحتلال ضمّ القدس حيث جرى إلحاق الشطر الشرقي بالغربي. ثم توالت الأحداث إلى يوم السادس من كانون الثاني في العام المنصرم حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها من “تل أبيب” إلى القدس.

ولدى استعراضه  القرار الأمريكيّ الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وتطورات  القضية الفلسطينية، شبّه البيئة السياسية في البلاد العربية والإسلامية بـ “مستنقع الرمال المتحركة” حيث تشتد قبضة الأنظمة على الشعوب، ويتفاقم الخلاف بين القوى المختلفة مؤكدا أنّ البيئة تشهد انقلابًا في التعامل مع القضية الفلسطينية.

واستطرد قائلا: انتقلت من كونها قضية مركزية للأمة ومن كونها قضية جامعة، لتصبح قضية “هامشية” ولتحلّ مكانها الفتن والحروب، ثمّ شرح كيف أن البيئة تشهد انقلابًا في سياسة الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية، حيث كانت تتمسك بمعادلة أنّ “السلام مع الكيان الصهيوني يمرّ عبر حلٍّ عادلٍ لقضية فلسطين”، إلا أنها اليوم تقول إنه “ليس بالضرورة انتظار حلّ القضية الفلسطينية حتى نذهب مع الكيان الصهيوني بعلاقة قوية، بل يمكن أنْ نفعل ذلك ثم نلزم الفلسطينيين بسقف هذا الاتفاق ومخرجاته”.

وافاد بأن ترامب يريد تصفية القضية الفلسطينية برمتها من خلال استراتيجية إزاحة العقبات التي تعترض خطة هذه التصفية بداية بتغيير قواعد اللعبة في المفاوضات، عبر تقزيم القضايا النهائية الكبرى قبل فرض المفاوضات وتحجيم قضية الأسرى، والضغط على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لوقف مخصصاتهم. وأيضا من خلال تحييد العقبات التي تقف في وجه تنفيذ خطة تصفية القضية الفلسطينية، منها التطبيع وإغراق الشعوب العربية بالفوضى والفتن والاضطرابات، وكذلك استهداف المقاومة الفلسطينية، والضغط لنزع سلاحها وضرب بيئة المقاومة الفلسطينية عبر حصار غزة وإنهاك وتهويد القدس.

من جهته قال مدير عام ورئيس تحرير “جريدة بناء الانسان” ربيع مينا ان ما أستذكره اليوم هو إحراق المسجدِ الأقصى عام 1969، على يدِ العصابات الصهيونيّة، في ذلكَ اليومِ المشؤومِ قالَت رئيسةُ حكومةِ العدوِّ الصهيونيِّ “غولدا مائير” مقولَتها الشهيرة: “لمْ أنمْ ليلَتها وأنا أتخيّلُ العربَ سيدخلُون إسرائيلَ أفواجاً من كلّ صوب، لكنّني عندما طلَعَ الصباحُ ولم يحدثْ شيءٌ أدركتُ أنَّ باستطاعَتنا فعلُ ما نشاءُ فهذه أمّةٌ نائمة..” واليوم، وبعد القرارِ الأميركيِّ بالاعترافِ بالقدسِ عاصمةً للكيانِ الصهيونيِّ ونقلِ السفارةِ الأميركيّة إلى المدينة المقدسة في الرابعَ عشرَ من أيّار المقبل، هل تتوقّعُون أن تتحرّكَ أمّة المليارِ مسلمٍ ونيِّف، هل تتحرّكُ أمّةُ العربِ وتصحو من سباتِها العميق؟

وتابع قائلا انه “ما كانتْ إدارةُ ترامب تجرُؤُ على اتّخاذِ قرارِها بشأنِ القدس، أو تعِدُ بما يُسمّى صفقةَ القرنِ لولا وصول أوضاع الأمّةِ إلى الدَّرْكِ الأسفلِ، غارقةٌ بدمائِها وانقسامَاتِها وصراعَاتِها العبثِيَّة، يتباهى حُكّامُها بالتطبيعِ مع العدوِّ الصهيونيّ”.

وذكر ان موقفَ السلطةِ الفلسطينيَّة من قرارِ ترامب كان أدنى من متواضعٍ، وهي ما تزال متمسّكةً بالمفاوضات العبثيّةِ والسلامِ المزعوم، وبالتنسيقِ الأمنيّ بالرغمِ من أنَّ اتفاقَ “أوسلو” ولِدَ ميِّتاً.

مشاركة