logo
وليد الثورة وشهيدها
الأحد 4/02/2018

صور – شبابيك – أمل الرفاعي

 

وليد الثورة الفلسطينية و شهيدها الذي قاوم الاحتلال الصهيوني من خلال كتاباته  ومواقفه السياسية في الصحف والمجلات وأحد افضل المثقفين العرب في القرن العشرين.

وُلد غسان كنفاني في عكا يوم 8 نيسان ١٩٣٦ واستشهد في بيروت يوم ٨ تموز ١٩٧٢، ليكون نموذجا لمن دافع عن قضيته حتى الرمق الاخير.

أبدع في تصوير آلام اللجوء والرحيل والبعد والنزوح والمعاناة في المخيمات التي تلازم فيها شتات الجسد والروح والذاكرة حيث يتحول اللاجئ من انسان الى حالة للمتاجرة لا تملك حق الكلام.

تفاعل نتاجه الادبي مع الناس ومعاناتهم لاسيما أنه كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به. تحدث عن رحلة عائلته من عكا وسكنها الغازية في لبنان، واستوحى قصة من خلال مكوثه في المستشفى للعلاج من مضاعفات مرض السكري.

حياته وحياة الفلسطينين في الكويت كانت عالما من عوالم كتاباته حيث وصف معاناتهم الظاهرة واستخدمهم رمزا للكشف عن ضياع الفلسطيني في تلك المرحلة وتحول قضيته الى لقمة عيش.

حث على النضال والمقاومة حتى التحرير والعودة ودعى الى الثورة باعتبار الخسارة فيها خسارة للذل و المهانه قائلا “ثوروا فلن تخسروا سوى القيد و الخيمة” وأثار في قرائه الشوق للوطن في رواية “أم سعد”، فهي لم تكن حالة منفردة وفريدة لأم نذرت حياتها وأولادها لفلسطين بقدر ما هي التجسيد والرمز لكل امرأة و أم فلسطينيه مشيرا الى أن “هذه المرأة تلد الاولاد فيصبحوا فدائيين هي تخلف وفلسطين تأخذ” ومن هنا أطلق غسان مقولته الشهيرة “خيمة عن خيمة بتفرق”.

جاءت المقولة على لسان “أم سعد” لتؤشر الى الفارق بين الخيم الفلسطينية واستخداماتها السياسية في تلك الفترة وخيم الفلسطينين على جبهات القتال في ذروة عمل المقاومة.

كتب غسان كنفاني ١٨ كتابا والمئات من المقالات والدراسات في الثقافة وكفاح الشعب الفلسطيني وتُرجمت أعماله الأدبيه الى ١٧ لغة ونُشرت في أكثر من عشرين بلدا وكان لقضايا حق العودة والتحرير الجزء الاكبر منها.

كنفاني اول من نشر وتحدث عن شعراء المقاومة في عدد من الجامعات وهو صاحب الدراسة الوحيدة الجادة عن الادب الصهيوني.

تفاصيل حياته الاجتماعية لم تكن معزولة عن فكرة الحرية والتصدي للظلم حيث التقى الشابة “آني” التي اصبحت زوجته فيما بعد خلال محاولتها التعرف على قضية الشعب الفلسطيني، زارا مخيمات اللاجئين معا، وكانت شديدة  التأثر بطريقته في شرح معاناة شعبه.

كان غسان انسانا والانسان يحتمل الحب، كان مقاتلا والقتال يحتمل الشهادة، وكان لاجئا والعودة تقتضي النضال. أصدرت غولدا مائير في بداية شهر حزيران من العام ١٩٧٢ قرارها بتصفية عدد من اعلام الفلسطينين و قياداتهم وكان اسم غسان كنفاني على رأس تلك اللائحة ليستشهد وهو يواجه اعداءه بالقلم والفكرة والحجة

مشاركة