أحمد وسلوى يتحديان الإعاقة بتكوين عائلة
الأربعاء 3/10/2018صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد
لم يكن زواج احمد (٣٤عاماً) وسلوى (٢٩عاماً) زواجاً عادياً بقدر ما كان تحدياً وصرخةً في وجه المجتمع وإعلان وجود وقدرة على الزواج وتأسيس عائلة.
أحمد الذي يعاني من إعاقة في قدمه اليسرى أحب سلوى التي لا تستطيع المشي وأسسا عائلة.
يقول أحمد أتيت من مخيم الرشيدية إلى مخيم عين الحلوة بعد أن تقدمت لأكثر من بنت ورفضت لأنني “أعرج”، كرهت المكان وغادرت، وعندما وصلت إلى عين الحلوة إنضممت إلى دار الكرامة للمعوقين، وهناك تعرفت بسلوى، تلك الجميلة صاحبة الشعر الأسود التي خطفت قلبي منذ أن وقعت عيني عليها.
يضيف قائلا: تخوفت في البداية من مصارحتها، وبعد فترة حصلت على عمل في محل لبيع الخضروات وصارحتها برغبتي فيها زوجة لي وتقدمت لها وأقمنا حفلة خطوبة.
من جهتها قالت سلوى لـ “شبابيك”: “قبل أحمد تقدم لي شبان أصحاء لكني رفضت، كوني جميلة الوجه لا يعني أني لست مشلولة، لذلك فضلت الإرتباط برجل من فئتي تجنبا للشفقة والإحتقار والمشاكل مستقبلا، كما أن المعوق مثلي يقدر وضعي لأننا نعيش ذات المعاناة، والحمد لله أنا الآن أم لـ 3 أطفال أصغرهم سارة إبنة الشهرين وزوجي يساعدني في تربيتهم.
عن قيامها بواجباتها تقول منذ أن ولدت إبني البكر قررت أن اعتمد على نفسي فأنا مسؤولة عن طفل، تعلمت أن أزحف على يدي والجلوس على الكرسي المتحرك وحدي، وأن أرفع جسدي لأستطيع الجلي، وأن أطهو الطعام على غاز أرضي، لكن لا أستطيع حمل أطفالي والزحف بهم، لذلك لا أحملهم إلا بوجود أحمد، ولن أتوقف عن الإنجاب، أولادي هم سندي بعد الله.
تستطرد قائلة: أنا أحب زوجي وأولادي، مضى 10 أعوام على زواجنا ولم نختلف يوما، يملأ حياتنا الحب والتفاهم، وثمرة حبنا 3 أطفال، كوننا معوقين لا يعني أننا لا نمتلك الإحساس والمشاعر، لنا كيان وتجذر في المجتمع، نستطيع العمل والتعلم، وشغل معظم الوظائف المتاحة في هذا البلد.