logo
الأمية وشارع الموت ينهشان أجيال اللاجئين في جل البحر
الجمعة 11/05/2018

صور ـ شبابيك (تصوير محمد فيصل محمود)

يختصر تجمع “جل البحر” للاجئين الفلسطينيين في صور صعوبات الواقع الذي يعيشه المخيم الفلسطيني ويزيد عليها أزمات تخصه وحده وأخرى يتشارك فيها مع تجمعات تعيش ظروفا مشابهة.

من بين الأزمات التي يعانيها ذلك التجمع الواقع على المدخل الشمالي لمدينة صور الجنوبية التهميش وغياب دور الجهات المعنية فلا خدمات من قبل الدولة اللبنانية ولا حتى من قبل الاونروا، بالإضافة إلى موقعه على شاطيء البحر وبالقرب من أحد الأوتستردات الخطرة.

إستطاع الشاب عيسى مناصري وهو أحد سكان جل البحر إفتتاح مركز داخل التجمع لحل ما يمكن حله من المشكلات المعيشية والحياتية.

يقول مناصري ل”شبابيك” أنه تم افتتاح مركز تجمع شبابي في جل البحر يتضمن برامج التدعيم الدراسي، والتوعية النسائية، ومحو الأمية.

ويوضح: سعينا بكل جهدنا لإفتتاح مركز من هذا النوع باعتبارة حاجة أساسية لسكان تجمع جل البحر الذي عنه أي مركز مشابه.

ويضيف قائلا “رأينا أن من شأن هكذا مركز تخفيف حدة الأمية داخل التجمع” مشيرا الى إرتفاع نسبتها بين الأطفال الذين لم يتخطوا المرحلة الإبتدائية لعدة أسباب أهمها عدم قدرة الأهل على دفع بدل مواصلات لتسجيل أبنائهم في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” الموجودة في مخيم البص، أو بسبب خوف الأهل من أرسال أبنائهم إلى المدارس سيراً على الاقدام لاسيما أنهم يضطرون لعبور شارعين من اخطر الشوارع في المنطقة.

يتابع مناصري: كنت قد أجريت دراسة حول نسبة الأمية في تجمع جل البحر وإنتهت الدراسة إلى أن هناك نسبة عالية من الأميين داخل التجمع تتخطى ال ٥٠٪‏ بالإضافة إلى معرفتي بحاجة التجمع لما يعرف بالتوعية النسائية حيث أن المرأة اساس كل منزل وكل نجاح ومن هذا المنطلق سعينا إلى إعتماد برنامج داخل المركز يُعنى بشؤون المرأة وزيادة قدرتها على إدارة أسرتها وفهم متطلبات أبنائها من الجيل الجديد.

عن برنامج التدعيم الدراسي يقول مناصري إنه لمرحلة التعليم الاساسي ويشير الى سعيه مع بعض المتطوعين لإستهداف صفوف المرحلة المتوسطة.

يضيف مناصري أن المركز كان حلما بالنسبة له سعى منذ العام ٢٠١١ لتحقيقه وأخيراً تحقق ويعمل حالياً بكل جهده لتحقيق الإستمرارية وإيجاد التمويل الدائم حتى لو كان قيمة إيجار المنزل المقام فيه المركز.

حول مشاكل التجمع يقول مناصري إنه يعاني من مشاكل إقتصادية وظروف إجتماعية في غاية الصعوبة نظراً لإعتماد غالبية سكانه على العمل الزراعي أو الصيد البحري وهي أعمال يومية موسمية لا تحقق أدنى متطلبات الحياة وليس هناك أي قدرة للأهالي على دفع أي مبالغ ولو حتى رمزية لأي مركز بهدف تحسين مستوى أبنائهم الدراسي.




عيسى مناصري

في الفترة الاخيرة وبفضل الجهود الشبابية قام عدد من الجمعيات بتمويل بعض المشاريع للتجمع مثل: إفتتاح ملعب شاطئي لكرة القدم وكرة الطائرة لكافة أبناء المخيمات، بالإضافة الى مشروعي الإنارة وحاويات جمع النفايات.

ويحتاج التجمع إلى إستكمال مشروع السد البحري حيث تم تمويل سد ولكن هذا السد غير متواصل، تمكن من حماية بعض المنازل وسبب الأضرار لمنازل اخرى.

يؤكد مناصري أن إستكمال المشروع يحتاج إضافةً إلى التمويل والدعم المادي    إلى تصريح من الدولة اللبنانية.

ويضيف أن التجمع مهمش سواء من الدولة اللبنانية أو من قبل الاونروا فلا يوجد فيه أي مركز من أي نوع من المراكز التابعة لوكالة الغوث ولا أي مؤسسات أخرى أو جمعيات أو حتى روضات، ويعتمد التجمع على التكافل الإجتماعي في بعض الأمور كالحالات المرضية أو الحالات الإجتماعية حيث يقوم المغتربون بإرسال الأموال عند الحاجة والطلب.

عن الخطر الاكبر الذي يهدد سكان التجمع يقول مناصري: إن الشارع المحاذي   المعروف “بشارع الموت” والذي أودى بحياة العديد من سكان التجمع “منهم أخي الذي تُوفي بحادث سير وهو في الثامنة عشرة” وغيره العديد من حالات الوفيات نتيجة حوادث سير.

 يستطرد قائلا: نعمل جاهدين للتخلص من هذه المشكلة التي تعتبر من أخطر المشاكل التي تهدد حياة السكان، ونسعى لإيصال صوتنا للجهات المعنية للحد منها من خلال العمل على إقامة “مطبات” تُخفف من خطر الحوادث.

يطمح عيسى إلى الإرتقاء بتجمع جل البحر وإيصال رسالة اللاجئين الفلسطينين داخل التجمع وتوفير بعض الفرص والخدمات التي تساعدهم على تحسين أوضاعهم المعيشية وظروفهم الحياتية كما يسعى لإبعاد الأطفال عن المخاطر التي تهدد حياتهم ويحلم أن يرى كافة أطفال التجمع وقد أنهوا المرحلة الجامعية متسلحين بالعلم كوسيلة من وسائل المقاومة والتحرير

مشاركة