الثوب الفلسطيني يقاوم محاولات طمس الهوية
السبت 23/04/2022غزة ـ شبابيك
أبرزت وكالة الأناضول للأنباء في أحد تقاريرها حضور الثوب الفلسطيني في مواجهة محاولات الإحتلال الإسرائيلية لطمس الهوية الفلسطينية.
وأفاد التقرير بتحول ثوب الفلسطينيات المطرز من موروث إجتماعي وثقافي إلى رمز للمقاومة والصمود وعلامة دالة على الهوية، مشيرا إلى تميز كل منطقة بلباسها وإختلاف طرز الثوب حسب المكان.
وأشارت في هذا السياق إلى إختلاف طراز الساحل عن طراز القرى الذي يختلف بدوره عن طراز المدينة أو البادية.
وركز تقرير الوكالة على عمل إبراهيم الكحلوت في مصنع خاص ينتج هذا الثوب بأنواعه في قطاع غزة عبر آلات حديثة ويصدره إلى دول عديدة.
وجاء في التقرير أنه “وسط ضجيج آلات الحياكة في مصنعه شمالي قطاع غزة ينادي الكحلوت على أحد العاملين لإزالة قطعة قماش سمراء كبيرة تزينت بالخيوط الحمراء عن إحدى الماكينات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، وتنُقل تلك القماشة إلى أحد العاملين بالمصنع، ليزيل بمقصه الصغير الخيوط الزائدة بحذر شديد، بعدها تنُقل القطعة إلى الخياط الذي يجمعها حسب المقاس، لتُمثّل في النهاية الثوب الفلسطيني التقليدي للنساء”.
ونقلت الوكالة عن الكحلوت إشارته إلى تزايد الطلب على الثوب الفلسطيني في الآونة الأخيرة، وخاصة من المقيمين خارج فلسطين.
وأضاف في حديثه إلى الوكالة بأنه يتم تصدير الثوب الفلسطيني إلى العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى مدن الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الأناضول في تقريرها بأنه على الرغم من أن حياكة الثوب الفلسطيني وصناعته كانت يدوية خالصة في البدء، تطورت في السنوات الأخيرة، ليصبح الإنتاج عبر الآلات الحديثة في المصانع.
وفي هذا السياق يقول الكحلوت إن “فكرة إنشاء المصنع بآلات كهربائية حديثة، جاءت بعد تزايد الطلب على الثوب الفلسطيني وتوفيراً للوقت والجهد، مشددا على أن مصنعه يسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي وإنتقاله عبر الأجيال المتفاوتة، حيث يعد الزي التقليدي شاهداً على التاريخ الفلسطيني وحامياً للهوية الوطنية.
وإلى جانب حياكة الثوب الفلسطيني أوضح الكحلوت أن مصنعه يُنتج جميع أنواع الملابس التقليدية الخاصة بالنساء لجميع المناسبات والمناطق والقرى الفلسطينية.
وأوضح التقرير أن حياكة الثوب الفلسطيني وتطريزه وألوانه تتنوع حسب المناسبة الإجتماعية، ما بين الفرح والحزن، وبناء على الأعمار، فكل سنّ من النساء له شكل ثوب مختلف عن الآخر، وفي كانون الأول 2021 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) فن التطريز الفلسطيني على قوائمها للتراث الثقافي العالمي، بناء على طلب تقدمت به وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه مع مرور الزمن تضاءلت صناعة الثوب الفلسطيني وقلّ إرتداءه في أوساط الفتيات، غير أن هذا التراث ما زال حاضراً في مدن وقرى فلسطينية عديدة، في كافة المناسبات، فضلاً عن المقيمين في الخارج، بإعتباره موروثاً تاريخياً ينبغي الحفاظ عليه.
ووصف الثوب الفلسطيني بأنه ليس ثوباُ عادياً فقد تحول إلى رمز للصمود في مواجهة تشويه الإحتلال الإسرائيلي وسرقته، مشيرا إلى نشر عدد من المشاركات في مسابقة “ملكة جمال الكون”، التي نُظمت في إسرائيل، صوراً على منصات التواصل الإجتماعي وهنّ يرتدين الزي الفلسطيني بإعتباره تراثاً إسرائيلياً، مما أثار ضجةً واسعةً على منصات التواصل الإجتماعي، وإعتبر نشطاء فلسطينيون وعرب أنها تأتي في سياق “السرقة الإسرائيلية الممنهجة للتراث الفلسطيني”.
وتطرق الى نشر وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من مرة صوراً لعارضات إسرائيليات ومضيفات بشركة الطيران الإسرائيلية (العال) وهنّ يرتدين الزي الفلسطيني على أنه إسرائيلي.
وشدد التقرير على ضرورة حماية الثوب من خطر الإندثار وملاحقة سرقات وتشويهات الإحتلال.