الحاجة فضية تروي كيف تحول عين الحلوة إلى مقبرة للغزاة
الخميس 21/06/2018صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر
“أرادها العدو نزهة لجنوده فجعلها الفدائيون في مخيم عين الحلوة مقبرة لقادة جيش ظن أنه لا يقهر” بهذه الكلمات تستذكر الحاجة فضية موسى 79 عاما من بلدة الخالصة المحتلة الإجتياح الإسرائيلي للبنان.
الحاجة فضية التي ترفض نزع الأسود منذ إستشهاد إبنها الوحيد، تقول ل”شبابيك”: وجدنا أنفسنا وحيدات نحن والدبابات والأطفال، جيش الإحتلال إعتقل جميع الرجال، ومن إستطاع الهرب إنضم إلى الفدائيين.
إنضممت اليهم ـ تضيف قائلة ـ كنت أنقل لهم السلاح والطعام سرا من أجل مساعدتهم على المواصلة، وفيما بعد أسندوا لي مهمة لصق المناشير وفضح أسماء الجواسيس الذين ساعدوا الإحتلال في إلقاء القبض على الرجال وقتلهم.
تستطرد قائلة: كنت أخرج ليلا بحجة قضاء حاجة ففي تلك الايام كانت دورات المياه تُبنى خارج البيوت وهي لكل سكان المنطقة التي أعيش فيها وكنت أضع المناشير داخل ملابسي وفيما بعد وسعت نشاطي لألصق المناشير في مناطق أخرى تنقلت إليها بحجة تعبئة الماء.
في أحد الأيام قامت الحاجة فضية برصد دبابة تمركزت بالقرب من بيتها فأبلغت الفدائيين عنها وقاموا بإستهداف الدبابة من داخل بيتها.
خلال دقائق كان بيتها محاصرا بشكل كامل من قبل قوات الإحتلال وجواسيس يغطون وجوههم بأقنعة، كي لا يتم التعرف عليهم، لكنها الحجة فضية كانت خارج البيت وحين عادت أبدت استغرابها وقالت لهم: لا دخل لي، أنا أرملة، وأعمل طباخة لأعيل أولادي.
في حينها جسد 14 مقاتلا من بينهم إبنها الوحيد الذي استشهد فيما بعد اسطورة الصمود حيث أجبروا العدو على خوض معركة قاتلوا فيها بضراوة.
تقول الحاجة فضية: بعد أن إنطفأت شعلة المقاومة في صيدا بقيت مشتعلة في مخيم عين الحلوة وتحول المخيم إلى مقبرة للدبابات.
تحول المخيم فيما بعد الى كومة ركام، إستهدف بيت الحاجة فضية من البارجة بحجة أنه مقر للفدائيين، إستشهد إبنها الوحيد، وأعتقلت إبنتها التي إلتقطت قنبلة مسيلة للدموع وأعادت إلقاءها على جنود الاحتلال.
عن صمود المخيم تقول الحاجة فضية: صمد بصمود النساء فيه، لولا مساعدتنا للفدائيين لسقط أكبر مخيمات اللاجئين، نصبنا الخيام فوق الركام رغم إنقطاع المياه وغياب الحياة عنه. بقينا على هذا الحال قرابة السنة ونصف السنة ورفضنا الخروج بعد أن قاومنا وقدمنا الغالي والنفيس. سكبنا الماء الساخن على جنود الاحتلال، فضحنا الجواسيس، ونظمنا مظاهرات ضدهم، وأعددنا الطعام وكنا ممرضات ومسعفات ومعلمات.
تضيف قائلة: إذا ما أقدم الجنود على إعتقال شاب من الخارجين من معتقل أنصار نتصدى له، أذكر مرة إدعيت أن أحد الرجال إبني ورحت أصرخ حتى خرج الجيران من بيوتهم على صوتي فتركه جنود الاحتلال وفي الحقيقة أن هذا الرجل أكبر مني سنا. ومثلي فعلت أم لطفي التي خبأت فدائيين داخل ملجأ تحت بيتها وعندما دخل جنود الاحتلال عليها وضعت فراش على مدخل الملجأ وإدعت انها تلد.
قصة الحاجة فضية واحدة من عشرات قصص النساء اللواتي سطرن بأيديهن أسمى آيات الإنتصار، بنين بيوتهن رغم الظروف الحالكة التي مررن بها بغياب الزوج والإبن والأب، وتحلين بالإرادة والشجاعة وهزمن العدو