logo
السماقية … من طبق غزي إلى بعض الهوية
الجمعة 27/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

السماقية من الأطباق التقليدية في قطاع غزة، تُقدم في الأعراس وطهور الأطفال، وفي أيام العيد والعزاء.

تعود تسمية السماقية التى إنتقلت مع أهل غزة في هجراتهم وترحالهم إلى إحتوائها على السماق.

تقول نسرين أبو منديل (33 عاما) وهي من سكان غزة الأصليين: أتت عائلتي إلى لبنان في السبيعنات، وإنضم أبي إلى الفدائيين، وبقيت أمي محافظة على عاداتنا في غزة، فهي تحضر لنا دائما الأكلات الغزية كما تخبز خبز الشراك حتى الآن على الطابون الذي بناه لها والدي.

وبعد أن تزوجت أنا وإخوتي أيضا من غزة ـ تضيف نسرين ـ مازلنا نحضر لعائلاتنا الأكل الغزي رغم إنخراطنا في عادات وتقاليد لبنان وفلسطيني لبنان.

وتشير إلى أن منزل أبو منديل في مخيم عين الحلوة يُعتبر غزة الصغرى “لأننا أكبر عائلة جميع أفرادها غزيين، حافظنا على لون البشرة الداكنة واللهجة، كما تمسكنا بالموروث من ناحية المأكل والملبس”.

لا بد للقادم من غزة في تلك الأيام أن يأتي إلى مضافة والدي حيث تُحضر لهم أمي السماقية وخبز الشراك والفت والمقلوبة وكفتة السردين لكن تبقى السماقية سيدة الأطباق الغزية كونها غنية بالمواد الغذائية المفيدة من لحم وسلق وحمص وغيره وهي من الأكلات المحببة إلى جيرانها من القرى الفلسطينية المختلفة وعندما أحضرها أبعث إلى جيراني.  

عن طريقة التحضير تقول نسرين: نقوم بتقطيع البصل إلى شرحات ثم نحمره بالزيت على نار قوية ومن ثم نضيف إليه اللحمة الشقف ونضع الملح والبهارات والماء ونتركها على النار حتى تنضج اللحمة قليلاً نضيف الحمص المنقوع إلى اللحم والبصل  على دفعات ونستمر في تحريك المزيج، بعد ذلك نضع الثوم والماجي وعين الجرادة إلى خليط اللحم والبصل والسلق والحمص. وفي وعاء أخر نضع السماق ونغليه على النار إلى أن يغلي، ثم نتركه ليبرد وبعدها نقوم بتصفيته من البذور ونضيف إليه الطحين ونستمر بالتحريك إلى أن يصبح الخليط سميكاً ونضعه على خليط اللحم ونتركه على نار هادئة.

بعد ذلك يتم إضافة الطحينة، نحركها جيدا،ً نتركها بضع دقائق على النار، ثم تسكب في صحون وتقدم ساخنة مع الزيتون والفجل.

باتت السماقية أكثر من طبق مفضل أو جزء من عادة غذائية لدى أهالي قطاع غزة فهي أيضا تعبير عن بعض الهوية التي يصر الفلسطيني الاحتفاظ بها كلما واجهته تحديات الغياب في عالم متحول.

مشاركة