logo
المقاهي تغزو ازقة برج الشمالي
الخميس 7/06/2018

صور ـ شبابيك ـ أمل الرفاعي

يختلف رواد المقاهي المنتشرة في أزقة وشوارع مخيم برج الشمالي حسب طبيعة المقهى ومكان وجوده، للشباب أماكنهم وكذلك كبار السن ، وللنساء مكانهن أيضا مع افتتاح مقهى ومنتزه عائلي.

تكفي جولة قصيرة في المخيم الصغير للقول بأن أي زاوية من زواياه لاتخلو من مقهى ولا شك في ان هناك عوامل عدة اجتمعت فيه لتتيح ظهور المقاهي وايجاد مساحة للتسلية والسهر بينها ارتفاع نسبة البطالة وقلة كلفة اقامة هكذا مشاريع.

افتتح بعض شباب المخيم المقاهي نظراً لقلة فرص عمل الفلسطينيين في لبنان وصعوبة الاوضاع المعيشية التي يعانونها لكن تحولها الى ظاهرة أبقى الأهالي أمام البحث عن تفسير، وعلى الرغم من قلة التفسيرات في مجتمع يميل الى المحافظة قوبلت الظاهرة ببعض الارتياح .

حياة السهر بين هذه المتغيرات، فلم يعد ساكن المخيم ينام باكراً مع فتح المقاهي أبوابها للرواد حتى أذان الفجر، وللسهر أجوائه الخاصة التي لا تغيب عنها الأحداث السياسية ولاسيما ما يحدث في فلسطين أو يتعلق بقضيتها.

تتحول المقاهي في زمن الاحداث الذي لا تنقطع خيوطه الى غرفة تحليل سياسية، ورصد للنشرات الاخبارية وفي بعض الاحيان تصبح نقطة انطلاق للتظاهرات التي تجوب الشوارع، أو مركزاً لاستراحة المتظاهرين بعد انتهاء المسيرات والاعتصامات.

لا يدرك الكثير من أصحاب المقاهي أهمية تنفيذ الشروط القانونية لافتتاحها مثل الحصول على موافقة أهالي المخيم والتصريح بالخدمات التي تقدمها والفئة العمرية المسموح لها بارتياد المكان .

غياب تطبيق القانون الذي يحدد للمقاهي مواقع بعيدة عن المساكن، يتيح انتشارها في الطبقات الأرضية من المباني السكنية وفي بعض الأحيان تحتل الشوارع والأزقة بمواقد الشواء أو تخصيص ركن لتحضير النراجيل.

لم يعد ما كان يعرف بالمخيم القديم قديماً بعد ان غزته حداثة وفوضى المقاهي التي انتشرت في تفاصيله، لدرجة بناء البعض مقاهي بالواح الـ “زينكو” يمكن استخدامها دكاكين في النهار ومقاهي في الليل، ولم تسلم البيوت من هذا الزحف حيث شرعت أبوابها لبناء مقاهي قد لا تتجاوز مساحتها المترين، تستقبل المكالمات التي تطلب القهوة والاركيلة حسب نظام الـ “ديليفري” .

ولا يخلو الأمر من اثارة القلق حين يجري الحديث عن المقاهي لا سيما ان هناك شواهد على تناول مشروبات روحية أو تعاطي المخدرات في بعضها مما دفع بعض الأهالي لطلب متابعتها، ولا يخفي إمام أحد المساجد تخوّفه من قلة المصلّين وكثرة روّاد المقاهي، ومما ستفضي إليه هذه الظاهرة المستجدّة على المخيم المحافظ، كما كان من الطبيعي ان يرافق الظاهرة ارتفاعاً في ايجارات المحال والبيوت الى الضعف حتى الايل منها للسقوط لتبلغ ٢٠٠ دولار شهرياً.

مشاركة