logo
الملبن رفيق سرمد الخليلي إلى عين حلوة
الإثنين 24/09/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

الملبن المصنوع من العنب واحدة من الأكلات التي حملها الفلسطيني في رحلة لجوئه الباحثة عن نهايات.

تحدثنا الحاجة سرمد سمور من مخيم عين الحلوة من قرى الخليل المحتلة عن حلوى الملبن المصنوع من العنب.

تقول الحاجة سرمد البالغة من العمر 84 عاما: كانت أمي تصنع الملبن ونحن في البلاد وتبيعه في أسواق المدينة صيفا.

تضيف قائلة بعد لحظات من الصمت “كانت توقظنا فجراً لتحضيره، نخزن منه لإحتياجات البيت، ونبيع الباقي في السوق حيث كان والدي يأخذه على حماره إلى مدينة رام الله”.

تتابع سرمد وهي تستعيد لحظة غائمة: كان أبي يضمن كروم العنب الدابوقي من أجل صناعة الملبن، ننزل أنا وإخوتي على الكرم ونقطف العنب، قرابة الـ700 صندوق، وبعد أن نعود إلى البيت نعمل كفريق واحد، أمي تنظف سطح بيتنا وتضع عليه النايلون، ونقوم بخلط عصير العنب الذي كنا ندعسه بأقدامنا ونحن نرتدي الجزم النظيفة بالسميد والقريش الذي كان يجلبه أبي من شجر السرو، ويستخدم لتزيين الملبن، تغلى جميعها على النار، وبعض الطبخات نضيف لها اليانسون والمكسرات، حسب طلب المشتري.

تستطرد قائلة “كان يضع لنا خبيصة (أي سكبة من رأس الطبخة) لنتعرف على الطعم وما ينقص الطبخة تمهيدا لنقله إلى السطح حيث كنا نلتف لأخذ حصتنا”.

الهجرة لم تحل دون الإحتفاظ بمذاق الأشياء حيث تؤكد سرمد “بعد أن تهجرنا ما زلنا نصنع الملبن، أنا علمته لبناتي وكنائني، لكننا لا نبيع منه في الأسواق، يبقى مؤونة للبيت”.

وتضيف: أحفادي اليوم يروجون له على (الانترنت) لإعادة إحياء هذا الموروث الذي يشكل هوية لكل خليلي خارج بلده، إلى جانب (مربى العنب) الذي ما زلت أتناوله يوميا على الفطور.

تؤكد سرمد “سنحافظ على هذا الموروث الفلسطيني الذي إشتهرت به مدينتنا الخليل ام العنب “.

مشاركة