logo
اليرموك في عيون لاجئيه الهاربين من الموت
الجمعة 25/05/2018

صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي (تصوير محمد فيصل محمود)

كيف يفكر اللاجئون الفلسطينيون من مخيم اليرموك بعد خروجهم منه، وما هي مغريات عودتهم إلى مخيمهم “عاصمة الشتات” بعد أن أعادت القوات النظامية سيطرتها عليه. هذا نصيبهم من الاسئلة التي طرحتها التطورات الميدانية الاخيرة في دمشق وكانت مثار جدل بين أنصار وخصوم النظام السوري.

في مخيمات لبنان آلاف الفلسطينين الذين جاءوا من اليرموك خوفاً على حياتهم من آلة القتل، إصطدموا بواقع أكثر مرارة وهم يواجهون صعوبات التأقلم، ومن خلالهم حاول “شبابيك” الإجابة على بعض الأسئلة المطروحة بهذا الخصوص.

يقول أحمد عبد الفتاح البالغ من العمر 51 عاماً وهو من سكان مخيم اليرموك ويقيم حالياً في مخيم الرشيدية جنوب لبنان: خرجنا من مخيم اليرموك في العام 2013 بسبب الأحداث التي شهدها المخيم مما إضطرنا للنزوح إلى لبنان.

ويتابع عبد الفتاح قائلا إن نية العودة موجودة لدى كافة فلسطيني سوريا الموجودين في لبنان، ولكن هذه النيّه مرهونة أولا بالوضع الأمني وثانياً بالأوضاع الإقتصادية فالأضرار داخل المخيم كبيرة جداً، خسرنا أملاكنا فإلى أين سنعود وأين نسكن في هكذا وضع، وكم من الاموال نحتاجها لإعادة بناء بيوتنا ونحن الان لا نملك شيئا، وكم من الوقت سيستغرق إعادة بناء المخيم.

لا يختلف الامر كثيرا بالنسبة لعمر عبد الفتاح الذي قال: وُلدت هناك في مخيم اليرموك، هناك إستقر أجدادنا بعد أن خرجوا من فلسطين ولنا في المخيم ذكريات، تأقلمنا مع الحياة داخل المخيم، كانت في غاية السهولة، مُنحنا كافة الإمتيازات كما المواطن السوري، وبعد الأحداث وخروجنا من المخيم إلى لبنان عانينا الكثير، فالحياة هنا اصعب مما كنا نتصور بكثير خصوصا على الفلسطيني السوري حيث الإجراءات المشددة وموضوع الإقامات والتصاريح بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، وأوضاعنا هنا غير مستقرة على الإطلاق، ولا نعرف متى تتوقف الأونروا عن تقديم المساعدات.

يضيف قائلا: تعرضت زوجتي لحادث سير بلغت تكلفة علاجها ٢٨ مليون ليرة لم يلتفت أحد لنا، لو كنا في سوريا لإستطعنا علاجها في المشافي الحكومية دون أي عقبات، لذلك نحن نريد العودة إلى مخيم اليرموك إلى أن يفرجها الله علينا ونعود إلى فلسطين.

تفكر حياة أحمد غبن التي خرجت من اليرموك منذ اكثر من ٥ سنوات قبل الاجابة قائلة: السؤال أكبر من أن أجاوب عليه ولكن وجهة نظري أنه في الوقت والأوضاع الحالية داخل المخيم لا يمكن التفكير بالعودة، ومن المستحيل أن أبقى في لبنان حيث الأوضاع هنا غاية في الصعوبة بسبب الغلاء وصعوبة المعيشة والتضييق، طبعا نحن نشكر لبنان الذي فتح أبوابه لنا، ولكن لا نستطيع أن نستمر في الحياة هنا، حالياً نفكر في السفر والإستقرار في تركيا.

تستطرد قائلة كنت افكر بالعودة إلى اليرموك ولكن بعد كل الدمار والخراب الذي حل بالمخيم لا يمكن أن نفكر بالعودة، كانت حياتنا في سوريا وفي مخيم اليرموك حياة جميلة يسودها الأمن والأمان والإستقرار بالإضافة إلى توفير كل الحقوق للاجىء الفلسطيني من علم وعمل وطبابة، خرجنا بسبب الأحداث وخوفاً على أبنائنا، والأن بعد كل الدمار الذي حل لا نريد أن نعود “الله يدمر اللي كان السبب في دماره”.

من ناحيتها تحاول القيادة الفلسطينية خلق أجواء حول إمكانية العودة القريبة إلى اليرموك وغيره من المخيمات المدمرة في سوريا. وفي هذا السياق كشف مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير أنور عبد الهادي النقاب عن أفكار  يتم البحث في تفاصيلها مع الحكومة السورية للدعوة الى “مؤتمر مانحين” لإعادة إعمار المخيمات.

بين العودة إلى اليرموك واللاعودة تبقى حقيقة واحدة ويقين واحد أنه لا يمكن أن تنتهي مآساة الفلسطيني إلا حين العودة إلى فلسطين.

مشاركة