logo
تل الزعتر في عيون الباقين من ضحاياه
الثلاثاء 14/08/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

بعد 42 على حدوثها أم عادل خاطر تروي قصة مجزرة تل الزعتر وكأنها حدثت البارحة.

تُدخلنا أم عادل بيتها المتواضع حيث صور الشهداء من عائلتها معلقة على الجدران، تشير لنا بأصابعها التي ترتجف وهي تسمي أصحاب الصور، هذا أخي أحمد وتلك أبنتي يسرى، أما على اليمين صورة زوجي وأبي وأمي وشقيقاتي وأشقائي  و عمتي.

تروي أم عادل قصة نجاتها لـ “شبابيك” وتتمنى لو كانت بينهم قائلة: في أواخر حزيران ذهبت إلى مخيم عين الحلوة لأشتري الطحين من التاجر ونمت وقتها عند إبنة عمتي وبلغنا في اليوم التالي أن المخيم محاصر من قبل قوات الكتائب ومنعتني من العودة أنا وأولادي لكنني أصريت لأن زوجي وإبنتي يسرى هناك.

تضيف أم عادل: إستقليت سيارة أجرة وذهبت، منعني المقاتلون من الدخول، وعندما توسلتهم قال لي أحدهم: أقسم لك أن عائلتي أيضا في الداخل وزوجتي وإبنتي الرضيعة إبنة الأيام الأربعة “إرجعي خيتا عم يبقرو بطون الحوامل جوا ويهتكوا الأعراض”.

تستطرد قائلة: “عدت أدراجي على أمل العودة غدا أو بعد وبقيت خارج المخيم 66 يوما، ولدت إبني الذي أطلقت عليه إسم مظلوم بسبب ولادته في مثل هذه الظروف، لا أنا أعلم شيئا عن عائلتي ولا هم يعلمون سوى ما تتناقله ألسن الناس عن الجوع والحصار والعطش بعد أن تم تفجير شبكات المياه ولم يبق أمامهم سوى بئر ملوثة شحيحة كنا نستخدمها لري المواشي”.

وتشير إلى شائعات تحدثت عن جواز أكل جثث الموتى والقطط والكلاب ووصول عدد الشهداء إلى 4000 شهيد جلهم من الأطفال وكبار السن والنساء.

وتقول: بعد أيام علمت أن عائلتي كانت ضمن العائلات التي إستشهدت في المخيم وبقي إثنان من أخوتي مفقودين حتى الأن.

“لا يمكن للمرء أن ينسى بشاعة المجزرة والمآسي التي مررنا بها طيلة 55 يوما بدء من الحصار حتى وصولنا إلى عين الحلوة”، يقول سلطان الحمايدي (70عاما) من قرية الخالصة المحتلة.

يضيف في حديثه ل”شبابيك”: كل الأماكن كانت مستهدفة، سماء المخيم تمطر قذائف ورصاص، وعلى أرضه يتناثر الموتى والدماء.

يستطرد قائلا: إلى أين نفر، أصبت بقدمي وانا أرعى أغنامي، فأخذت عائلتي ونمنا في العراء بين العشب لأن المدنيين هم المستهدفين وبعد أيام إستشهدت زوجتي وهي تحاول الحصول على ماء من بئر قريبة كانت ملاذا لسكان المخيم من العطش وسميت بئر الدم.

عن تسمية البئر يقول “مقابل كل كوب ماء نحصل عليه من البئر هناك كوب دماء ينزفه أناس حاولوا الحصول على الماء”.

وينهي حديثه قائلا: بعد أن خرجت من المخيم عملت سائقا لسيارة أجرة وكلما مررت من أمام المخيم أنادي على زوجتي سهام التي إستشهدت في ذاك اليوم الكئيب الأسود وتركت لي عوض وفتحية ولم أتزوج غيرها حتى يومنا هذا.

مشاركة