ثقافة العنف تغزو عقول اطفال عين الحلوة
الأربعاء 24/01/2018صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر
تحولت الحرب الى ثقافة لدى اطفال مخيم عين الحلوة مع تصاعد وتيرة الاشتباكات ومحاولات الاغتيال التي لا يكاد يمر يوم على المخيم دون حدوثها.
نلمس ذلك من خلال طريقة لعبهم”عسكر وحرامية” و “حرب” بالاضافة الى استخدامهم العاب الكلاشنكوف الخشبي او البلاستيكي، وما يتخلل هذه الالعاب من الفاظ عدوانية مثل “ابن البركسات”، “ابن الصفصاف”، “اشتباك” كما اصبح باستطاعة هؤلاء الاطفال التمييز بين إطلاق النار الناجم عّن عرس او اشتباك.
ثقافة الحرب سيطرت على طموحات الاطفال وتتدخل في تحديد مهنهم المستقبلية وفِي هذا الاطار قال الطفل “هادي العلي” عندما تم سؤاله ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر؟ ورد قائلا: ” طيار حربي” ، واجاب الطفل أحمد. م: “أريد ان اصبح مقاتلاً”.
في وصف اللعب يقول الطفل ن. ع: “نحن نقوم بالهجوم ونطلق النار على الطرف الاخر بأسلحتنا، حصى صغيرة او خرز ونقوم بوضع الطلقات الفارغة التي نجمعها بعد نهايات الاشتباكات لتبدو اللعبة اشتباكا حقيقيا”. وأضاف قائلا: “نقوم بلعب حرب تجريبية، على غرار الحاصلة بين حيي الصفصاف والبركسات”.
ويعلق الطفل ي.م على ذلك قائلا: “نلعب مع ابناء الأحياء الاخرى ونختبىء منهم وعندما نعلم انهم قادمون للسيطرة على شارعنا نخرج لصد الهجوم مستخدمين أسلحتنا بالإضافة الى قناصنا”.
وغالبا تبوء محاولات الحد من هذه الظاهرة بالفشل حيث تقول السيدة لينا أدهم: “استبدل ألعاب العيد التقليدية كالكلاشنكوف والمسدس بألعاب هادفة ولكن ابني يصر على امتلاك واحد منها كأقرانه”.
محاولات أدهم لا تقتصر على ذلك حيث تشير الى انها تراقب البرامج التلفزيونية وافلام الكرتون وتمنع طفلها من مشاهدة العنف.
حول هذه الظاهرة يقول مدير مركز “بسمة يتيم” أيمن شريدي: “بداية كنا نلاحظ انعكاس الاشتباكات على سلوك الاطفال وتحصيلهم الدراسي وطريقة تعاملهم بعنف وعدوانية ما استدعى دق ناقوس الخطر فالاطفال الأكثر تأثرا بالاشتباكات. ولمواجهة هذه الظاهرة يدعو شريدي الى تأسيس برنامج دعم نفسي لتخفيف الاضطرابات عند الاطفال وتخليصهم من لغة الحرب بالإضافة الى ضبط اللسان امام الاطفال حين يتعلق الامر بالحرب وتبعاتها