logo
دق الزعتر طقس عجز اللجوء عن إنهائه
الخميس 26/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

أمام فرش من النايلون جلست أم رمزي وزوجها على سطح منزلهما في مخيم عين الحلوة، وضعا عليه الزعتر والسماق وإنهالا ضرباً بمطارق خشبية وعلى يمينهما الكنائن يغربلن الزعتر من بذور السماق وعلى شمالهما الأحفاد يلعبون تنهرهم أم رمزي بين الحين والآخر.

تقول أم رمزي (٨٠ عاماً): “تعلمت دق الزعتر من والدتي في قرية الرأس الأحمر، كنت أجلس معها ومع نساء القرية أساعدهن بالدق فنحن فلاحون نقطف أعشاب الزعتر ونقوم بتنشيفها وندقها ونبيعها للمدنيين في عكا وحيفا ويافا.

تضيف قائلة: بعد أن تزوجت أقوم بنفسي بتحضير المونة، أذهب مع زوجي وأولادي نقطف الزعتر ونجففه، زوجات أولادي يقمن بتنقيته من القش وأنا وزوجي ندقه بالمدقات الخشبية التي أخرجتها والدتي معها من فلسطين فهي الأن نادرة إذا لم تنقرض والمنخل الخشبي أيضاً.

تتابع أم رمزي وهي تهوي بالمطرقة على الزعتر “أحضر قرابة الـ ٥٠ كيلوغراما من الزعتر الممزوج بالسمسم وأوزعه على زوجات أبنائي وبناتي في دولة الإمارات كما أهدي أختي في ليبيا.

تستطرد قائلة: دق الزعتر مهمة شاقة فهي تحتاج إلى جهد لكنها أصبحت عادة فمن قطف الزعتر إلى مزجه بالسمسم تستغرق أكثر من شهر لكن في النهاية نستلذ به على الفطور.

تقول كنتها وهي تنخل الزعتر المدقوق “حماتي ترفض أن نحمل الزعتر إلى المطاحن الكهربائية فهي تعتبر أن تحضيره يدويا أطيب وأنظف ولا تكف عن توبيخنا طيلة موسم الزعتر لأننا لا نعرف كيفية تحضيره، نساعدها بالأعمال الخفيفة كالتنقية من القش والبزيق وبعد ذلك ننخله لكن لا ندق معها”.

نجلس يوميا قرابة الخمس ساعات حولها نتجاذب أطراف الحديث ونتعاون وتحدثنا عن فلسطين حتى غروب الشمس، حينها نكون قد إنتهينا من تحضير قرابة ١٠ كيلو غرامات وفي اليوم الثاني نذهب مع زوجي في سيارته عند الفجر إلى الجبل لنقطف

الزعتر مرتدين “الجزمة” تجنبا للسع الأفاعي التي تخرج من جحورها في الصيف ونرجع عصرا لنقوم بنشره تحت أشعة الشمس ليجف والسماق أيضاً وبعد أن نرتاح ندق الزعتر الجاف حتى ينتهي الموسم.

مشاركة