logo
دكور لـ “شبابيك”: حكاياتنا مليئة بالعبر ولا بد من التراث للمحافظة على البقاء
الأحد 4/03/2018

صور ـ شبابيك ـ امل الرفاعي

 

يمتد مشروع الباحث في التراث جهاد أحمد دكور ليشمل مختلف مناحي الحياة الفلسطينية قبل النكبة وينير الجوانب التي يحاول الاحتلال التعتيم عليها وطمسها بدعايته التي بدأت مع نشوء كيانه. غطت نتاجاته واسهاماته الحكايات الشعبية والمرأة والعادات والتقاليد والاسواق. يمتلك ذهنية قادرة على توليد الافكار وينشط في اللجنة الفلسطينية للثقافة والتراث. حاوره “شبابيك” حول نتاجاته ونظرته للتراث ودوره في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية وكان هذا اللقاء:

  • بداية كيف يفضل الباحث جهاد دكور التعريف على المرحلة الاولى من تجربته في البحث واحياء التراث؟

ـ شُردت من فلسطين وعمري ٨ سنوات، عايشت رحلة العذاب والمعاناة التي صقلتني وجعلتني اناضل من اجل الحفاظ على التاريخ والتراث الفلسطيني. تلقيت علومي في فلسطين وسوريا ولبنان والاردن وحصلت على إجازة في التاريخ عام ١٩٧٠ و شهادة دار معلمين من مركز رام الله وخضعت لعدة دورات تدريبية. كما أني عضو في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينين. عملت مدرسا في وكالة الغوث الدولية منذ عام ١٩٦٤ لغاية عام ٢٠٠٢ للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة. وعندما تقاعدت من الوظيفة فكرت في الشيء الذي يجب ان افعله وكان هناك عدة خيارات أمامي  لكنني قررت التفرغ للبحث والكتابة عن التاريخ والتراث الفلسطيني بهدف الحفاظ عليه من الهدم والطمس والتزوير والسرقة والتصدي لمحاولة الاستيلاء عليه.

  • لماذا اخترت خيار الكتابة عن التاريخ والتراث الفلسطيني ؟

 ـ كنت قد عمدت وأنا أعمل مدرسا على أن أقص القصص والحكايات حول فلسطين للطلاب وقررت عندما عدت بالذاكرة الى الوراء أن أكتب عن التراث الفلسطيني الذي هو الارض والهوية والوطن لأن الذي ليس له تراث ليس له اصل. بدأت أجمع وأبحث في التراث الفلسطيني وكتبت سبع كتب تضم كل ما استطعت الحصول عليه من أمي وأبي وجيل النكبة الذي عايشته وسمعت منه الكثير عن فلسطين فأنا خرجت من فلسطين وعمري ٨ سنوات وأحفظ الكثير من الذكريات في ذاكرتي ووجداني.

  • ما هي الطرق والاساليب البحثية التي استخدمتها في عملك؟

ـ اول كتاب يحمل عنوان “حكايا الجليل” ويضم بين طياته ٦٣١ قصة أعرف بعضا  منها من أبي وأمي والباقي استقصيته من أفواه الناس حفاظا على حكايانا الفلسطينية. جميع حكايا وقصص البلاد تحمل عبرة وحكمة تستفيد منها الاجيال في المستقبل.  ولاقى الكتاب قبولا واستحسانا لدى الناس ومحبة كبيرة مما شجعني على الاستمرار فانتقلت للكتابة وكتبت الكتاب الثاني الذي حمل اسم “الجليل عادات و تقاليد”.

  • لماذا اخترت الجليل عنوانا وليس فلسطين؟

ـ لأن معظم الذين يسكنون في مخيمات الشتات في لبنان من لواء الجليل، واعتمد البحث على الأسئلة الموجهة للناس.

  • ماذا عن كتبك الاخرى؟

ـ حمل كتابي الثالث عنوان “المرأة الفلسطينية”. تعلمين أنه أضيئ على  المراة الفلسطينية بعد النكبة ولم تكن هناك اضاءة كافية على دورها وظروفها قبل النكبة ولذلك وجدت من المناسب الكتابه عنها، حياتها ، ولادتها ، تربيتها، وتعليمها. هناك قرى لم تكن النساء فيها تعرف القراءة ولكن هناك نساء في المدن كانت تعرف القراءة. ولدينا جمعيات نسائية، كما اقامت المرأة  مستشفيات  وملاجئ ومشاغل وكانت تساعد الثوار. ذكرت اسماء ما بين ٢٠ و ٣٠ امرأة فلسطينية قبل النكبة وهناك تفاصيل كثيرة داخل الكتاب. في كتابي الرابع “أسواق فلسطين”، ركزت على الأسواق الأسبوعية وأسواق المدن وكيف كان التواصل بين لبنان وسوريا والاردن وحركة البيع والشراء عن طريق الأسواق.

  • يحمل كتابك الخامس عنوان “الصيد في فلسطين قبل النكبة” ما هي الاهمية التي رأيتها لمثل هذا الموضوع؟

 ـ يقولون ان فلسطين أرض بلا شعب ونحن نقول لهم ان فلسطين أرض وفيها شعب والصيد هوايه ونشاط وعمل وهناك في فلسطين صيد بري وبحري وصيد في الماء الحلوة، لا تنسي أننا نمتلك أنهارا وبحيرة طبريا. كما تحدثت في الكتاب عن أدوات وآلات الصيد وكيفية صيد كل نوع.

  • لفت نظري كتاب “الأزمنة والتقاويم في حياة الفلسطينين” من أين جاءت الفكرة؟

ـ تحدثت في هذا الكتاب عن كيفية معرفة أهلنا للوقت وربطهم للمواسم والنجوم والكواكب وقد جاء الى فلسطين الاشوريين والكندانيين والرومان وجميعهم تركوا بصمة، فوجدت أهمية للحديث عنه بهدف المزيد من المعرفة ونشر الوعي.

  • لاحظت أن كتاب “الأزمنة والتقاويم في حياة الفلسطينين” يحوي على وثائق في صفحاته …

ـ نعم لقد اتبعته بوثائق من اجل اثبات امتلاكنا للاراضي والبيوت فوضعت بحدود ١٠٠ وثيقة  كنت قد حصلت عليها من الناس عبر تصويرها وارجاع النسخة الأصليه لهم. يجب ان يحافظ الناس على ثروتهم و تاريخهم ومعرفة الناس لهذا التاريخ مهمة جدا، أيضا من خلال الطوابع والعملات والكتب والمراجع الفلسطينية.

  • الا ترى بانك ابتعدت قليلا حين بحثت في الاديان؟

ـ لا لم ابتعد، عنوان كتابي السابع هو “فلسطين أديان، مذاهب، أعراف، عقائد”. كما تعلمين أن فلسطين تضم الاديان السماوية الثلاثة وتفرعاتها، فتحدثت عن المسيحية بطوائفها، والمسلمين بطوائفهم، واليهود وطوائفهم. وكتبت عن الصهيونية وأذرعها وما مرينا به عبر العصور وكيف كان تعايشننا وحياتنا مع المسيحيين واليهود قبل الاحتلال والتشريد وكيف أصبح اليهود أعداء لنا.

  • ما هو نشاطك القادم ؟

ـ  لدي العديد من المخطوطات التي لا تزال حبيسة الأدارج الى أن يحين الوقت لنشرها. والان أكتب على الواتس اب والفيسبوك عن تراثنا وأرسله للموجودين لدي في قائمة اصدقائي ليتم نشر التاريخ والتراث وقراءته من هذا الجيل. كما قمت بنشر الكتب في المواقع الالكترونية ليتم قراءتها بشكل أوسع في سبيل نشر الوعي الوطني والتمسك باالارض والمقدسات والعمل من أجل استرجاعها.

  • ما هو الأثر الذي تركته كتبك وما قدمته من خلال عملك التربوي والتعليمي على الناس؟

ـ الكثير من طلابي تخرجوا اطباء ومهندسين ورجال علم وأدب وبلغوا مناصب مرموقة في التعليم والادارة. وهناك من كتبي ما يتم تدريسه في الجامعه اللبنانية وجرت حولها دراسات وقدمت أطروحات عنها. فقد حصل أدهم الشرقاوي على دكتوراه من خلال البحث فيها. كما أن هناك دراسة ايضا لمحمد دكور ودراسات في القضية والتراث الفلسطيني للكثير من الطلاب.

  • ما هي المشكلات التي تواجهك في عملك البحثي؟

ـ التوزيع وايصال الكتب للقراء في فلسطين وسوريا و لبنان والاردن، بالاضافة الى كلفة طباعة الكتاب العالية جدا، وعدم وجود أي دعم مادي من اي جهة فلسطينية رغم محاولتي، لم ألق تجاوبا من أحد وكل التمويل من حسابي الخاص. المال ليس هدفي، الهدف الأسمى أن نمتلك مركزا ثقافيا تابعا للفلسطينيين يحتوي على مصادر ومراجع ويحفظ الدراسات والتاريخ والتراث الفلسطيني.

  • هل تتواصل مع أي من المؤسسات لمساعدتك؟

ـ نعم أتواصل مع اصدقائي من مركز باحث في بيروت ومركز ثابت ومؤسسة الدراسات الفلسطينية والمعلومات العربي والكثير من المؤسسات والجامعات الأخرى. كما تواصلت مع مدير التواصل الثقافي أكرم البرغوثي في فلسطين. وكل ذلك من أجل نشر الوعي الوطني وضرورة غرس حب الوطن في النشئ والحفاظ على التاريخ والتراث الفلسطيني من السرقة.

  • ما هو أقرب كتبك الى قلبك؟

ـ جميعها لها نفس الأثر في قلبي، هل يحب الاب ابن اكثر من آخر؟ هم عبارة عن مجهود وبحث شاق لتدوين التاريخ والتراث الفلسطيني بكل أنواعه وأشكاله، حفاظا عليه للاجيال القادمة.

  • ما هي رسالة الاستاذ جهاد أحمد دكور؟

ـ رسالتي للأجيال المقبلة أن يحافظوا على التراث الفلسطيني. وأدعو الطلاب الفلسطينيين الى القيام بدراسات واعداد رسائل ماجستير ودكتوراه عن القضية والتراث الفلسطيني، والعمل على توثيق الثقافة الفلسطينية التي هي التاريخ والهوية والارض والحضارة لنقلها الى الأجيال المقبلة، وزرع حب الوطن والتمسك بالمقدسات في نفوسهم. فلسطين لنا من الناقورة الى أم الرشراش كاملة لا تنقص ذرة تراب واحدة

مشاركة