logo
رسمية خاطر تقاوم طمس الذاكرة بصواني القش
الأربعاء 9/01/2019

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

بعيون غائرة إستقبلتنا الحاجة رسمية خاطر ٨٠ عاماً في منزلها الذي يعبق برائحة التراث الفلسطيني العريق، جدرانه مزدانة بصواني القش، وحجر الرحى الذي أحضرته معها والدتها من فلسطين.

تقول الحاجة رسمية وهي من بلدة الخالصة المحتلة في شمال فلسطين وتسكن مخيم عين الحلوة: تعلمت صناعة صواني القش من أمي، كان أبي يحمل مصنوعات أمي على حماره ويذهب بها إلى لبنان وسوريا لبيعها بسعر مغري، ونحن في البيت نضاعف جهدنا.

تضيف الحاجة رسمية أن صناعة صواني القش كانت في الخالصة من سنابل القمح أو من ريش حيوان النيص التي كانت تذهب أمها لجمعها وتقوم بصبغها وتحويلها إلى صوان أو أطباق أو سلال لجني الثمار وخوابي لحفظ الزيت والعسل وبعد النكبة وتهجيرنا إلى لبنان إستمرت أمي في إمتهان القش وبيعه.

عن عودتها لصناعة القش تقول: بعد تطور المجتمع وعزوف الناس عن إستخدام الصواني وإستحداث الزجاج والبلاستيك رأيت أن هذا الجيل مهدد بطمس هويته الوطنية ويتعرض لمسح قضيته من ذاكرته ولذلك قررت إعادة إحياء هذه المهنة.

وتستطرد قائلة: هذه المرة بالقش المصنوع من البلاستيك لصعوبة الحصول على سنابل القمح، أنا لا أبيع هذه الأطباق بل أقدمها هدايا، بهدف نشر هويتنا وثراث بلدنا.

وتضيف خاطر أن هذه الصواني كانت تستخدم قديما لتقديم الطعام أو غطاء للأواني وتزيين البيت او لخبز الطابون وغيره.

مشاركة