logo
زواج “الغريبة” كما تتذكره الحاجة فضة
الجمعة 13/04/2018

صيداـ شبابيك ـ رشا حيدر

عروس قصتنا ـ التي مازال وشم عرسها يعتلي وجهها ـ الحاجة فضة من بلدة الجش، أصرت على إرتداء الثوب الفلسطيني المزركش، قبل ان تحدثنا عّن عرسها الذي احتفلت به قبل النكبة بيومين.

تقول الحاجة فضة: تزوجت وانا ابنة ١٣ عاماً ورزقت بتسعة اطفال ولدتهم في لبنان .

تتنهد عند حديثها عن عرسها مستحضرةً ما بقي من الذاكرة: “سويت عرس حكت عنه البلدة كلها حيث قام اهل القرية بتحضير الولائم لمدة أسبوع والدبكة والأغاني أما ثوب عرسي اخ اخ على ثوب عرسي، كلّف زوجي عشر ليرات وقمطة راسي  كان  معلق فيه ليرات ذهب لأني غريبة من قرية اخرى”.

تعود الى اللقاء الاول قائلة: “يومها المرحوم ابو ابراهيم شافني هو وجاي على بلدتنا ليشتري علف لحماره وأنا كنت بساعد دار سيدي بحواش الزيتون، وراح وسأل لمين هديك البنت الشقرا؟ دلّوه على بيتنا وبعدها بيومين بعث جاهة على دارنا”.

وتضيف: “في بادىء الامر رفض والدي الأمر لأنه غريب من قرية إبل القمح إلا أن اصرار زوجي وتدخل الاكبارية لين راس أبوي”.

تسترسل فضة: “وافق والدي ولكن طالبه بمهر مرتفع، تم الإتفاق بين جاهة أبو ابراهيم على يوم التقبيضة، فقدم اهلي الذبائح والحلويات البلدية والكعك والقهوة وقاموا بتحديد موعد الزفاف، استمرت خطبتنا خمسة أشهر، لم أرَ زوجي خلالها الا مرة واحدة، احنا ناس محافظين، والعروس ع مجلاها ما بتعرف مين بيتولاها”.

عن ليلة حنائها تقول: جاءت ليلة الحناء، أقمت حفلة صغيرة، وضعن الحناء على راحة يدي، تحتها شرائح من العجين والورد، ولفين يدي للصبح، وفِي الصباح أخذنني الى حمام البلدة، جهزنني وقمن بغسلي بالماء والورد وهن يغنين: يا مغسل العرسان بالله عليك لا توجع العرسان بدعي عليك.

وتضيف قائلة: ارتديت فستان العرس وغنوا ورقصوا ونقطوني اشي مصاري واشي زيت واشي رز، وكانت عادة النقوط تتمم بتقدم صاحب النقطة عند العريس ويقول: خلف الله عليك ويا فلان وهاد نقوط للعرسان، وجاء زوجي واهله لأخذي على الحصان وهو يرتدي العباءة الفلسطينية المقلمة ويضع الحطة على راسه بعد وهم يغنون: ياما مشينا من بلد لبلد نحنا خطبنا بنت مير (أمير) العرب، وكلينا واحنا وواقفين كلينا، يا أبو العروس راعي الشرف راعي الناموس، واسمحلنا بها العروس.

وتروي قصة وصولها الى قرية زوجها قائلة: عندما وصلت الى قرية زوجي غنت النساء لزوجي “مكتوب على ورقة التوت والزيتون الي ما بيوخذ بنت عمه يبات محزون” و”ما يغرك زينها وبياضها بكرة بالحصيدة بنشوف افعالها”.

تنهي قصتها قائلة: بعد مضي يومين على زواجي احتلت قرية ابل القمح، هربنا من الاحتلال عند دار خاله، حيث اسموني بومة، معتبرين اني نذير شؤم، ومن هناك توجهنا الى لبنان، حيث قضينا الليلة الاولى تحت درج، ومن ثم انتقلنا الى مخيم المية ومية

مشاركة