logo
زيت الإطفاح يرافق الفلسطينيين إلى منافيهم
الخميس 8/11/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

يشكل زيت الإطفاح جانباً مهماً في ذاكرة الفلسطينيين في الشتات الذين ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم ويسعون لإحيائها من أجل الحفاظ على ديمومة الهوية.

أمام حجر الدرداس جلست الحاجة الثمانينية أم رؤوف هاشم من قرية الخالصة المحتلة واللاجئة في تجمع البرغلية للاجئين الفلسطينيين تدرس حبات الزيتون الناضجة التي إلتقطتها من الشجر الذي زرعته أمام بيتها إبان خروجها من الخالصة ولجوئها إلى لبنان.

تقول الحاجة أم روؤف “هذه الشجرات الثلاثة أحضرها زوجي معه من فلسطين، كانت صغيرة، لم يغرسها في الأرض حتى فقدنا الأمل وإستقر بنا الحال في هذا التجمع، وها نحن اليوم نجني ثمارها ونحصل منها على زيت الطفاح والزيت العادي والزيتون المكبوس”.

عن زيت الإطفاح أو زيت الطفاح كما يُعرف في العامية تقول أم هاشم “هذا من عادات الفلاحين الفلسطينيين، كان زوجي قبل النكبة يعمل في نعلين ومنهم تعلم كيفية إستخراج الزيت بالماء وعلمني الطريقة، وبعد النكبة وإستقرارنا في لبنان ورغم تقدمي في السن مازلت أدرسه بنفسي وأحفادي يساعدونني في إرجاع الدرداس.

تضيف أم هاشم “بداية أجمع حبات الزيتون الناضجة قبل بداية موسم الزيتون الجديد وأقوم بدرسه بواسطة هذا الحجر الذي أحضره زوجي معه من الخالصة على ظهر حماره إلى أن تنهرس حبات الزيتون جيداً ومن ثم أغلي الماء على الحطب وأضيفه على حبات الزيتون المدروسة وأنتظر قليلا إلى أن يطفو الزيت على سطح الماء وأجمعه بقبضة يدي وأضعه داخل مصفاة كبيرة وأكرر العملية حتى لا يبقى في الطشت زيت”.

تستطرد قائلة: الكمية قليلة لكنها لذيذة رغم التعب الذي أعانيه وأنا أحضره، وهو مفيد، أنا وأولادي وأحفادي نتناول ملعقة منه على الريق صباحا كي يغلف المعدة ويحميها

ويلينها، وهذا أكسبني قوة رغم تقدمي في السن، لا أشكو من الأمراض ولا العلل والفضل يعود للنظام الذي أعتمده منذ أن كنت في فلسطين.

وتحرص كغيرها من مجايلاتها على نقل هذه العادات لأحفادها كي تحافظ على الهوية، لكنها تشكو من أن “جيل اليوم مش نافع، بدو كل شي على البارد المستريح، ويصل عنده على الجاهز”، وتبدي إستعدادها لتعليم من يريد قبل موتها لتخلد فلسطين في كل حبة زيتون تدرس.

مشاركة