logo
سرحان يصنع حلقوم فلسطين العثمانية في عين الحلوة
السبت 17/11/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

داخل مصنع صغير في مخيم عين الحلوة يجلس الحاج أبو أحمد سرحان من مدينة عكا المحتلة يراقب العاملين ويوجههم لإتمام صناعة الحلقوم على اكمل وجه.

يقول سرحان الذي إلتقاه “شبابيك” في مصنعه المؤلف من غرفتين صغيرتين أن هذه المهنة تعلمها أجداده من الأتراك إبان الإحتلال العثماني لفلسطين.

ويضيف “ورثت هذه المهنة عن والدي الذي ورثها عن والده، بدأت العمل مع والدي في مخيم عين الحلوة وأنا عمري 10 سنوات، وبعد أن كبرت تسلمت أنا المعمل وإشتريت حصص إخوتي الذين رفضوا العمل معي فيه، بإعتبارها مهنة لا تطعم خبزا ومازلت حتى الآن أعمل في ذات المجال رغم تقدمي في السن”.

وراء خلاط كبير تجاوز عمره الـ 60 عاما يقف أبو أحمد ليضع المواد الرئيسية التي تتكون منها الراحة. يقول ل “شبابيك: يتكون الحلقوم من مواد بسيطة كالسكر ونشاء الذرة وحامض الليمون الصناعي والقطر، في بداية الأمر أضع السكر وحامض الليمون وأغليهما في وعاء حتى يتكون القطر، ثم أضيف النشاء المذاب بالماء البارد بالتدريج مع التحريك المستمر والصبغة والمستكة.

ويضيف قائلا “بعد ذلك أضعها في الخلاط الكبير إلى أن تتماسك وتنضج جيدا، والسر في الخفق، كلما تماسكت الراحة بيعت بثمن أغلى.

ويستطرد قائلا: بعد أن تخلط جيدا نقوم بصبها على سطح رخامي أملس، ثم نقطعها قطعا صغيرة ونرشها بالسكر الناعم والنشاء كي تتماسك أكثر، ونضعها داخل علب كرتونية ليتم توزيعها على الاسواق، ثمن العلبة 1000 ليرة لبنانية للراحة العادية.

عن الراحة التي تصنع بطلب الزبائن يقول: نضيف إليها البندق والفستق والفواكه المجففة، ثمنها مرتفع، ويكثر الطلب على هكذا نوع في المناسبات مثل العيدين وعاشوراء والمولد.

في رده على سؤال “شبابيك” حول السر في ديمومة مصنعه رغم منافسة المصانع الكبرى يقول سرحان “هو إتباع منهجية الصناعة اليدوية التي تعلمناها من الأجداد، التصنيع اليدوي له مذاقه الخاص وهذا ما يدعو الزبائن للعودة إلى مصنعي وطلب المزيد ويتم توزيع كميات منها في دول أجنبية وعربية “.

وعن صناعة الحلاوة الموسمية “حلاوة النص” وهي قاسية كالحجر قال إنها تباع فقط في فصل الخريف لأنها تتطلب درجة حرارة منخفضة.

ويشير إلى أنه ينتج يوميا قرابة 70 كيلوغراما وتعمل معه 4 عاملات يغلفن الراحة ويقطعنها فيما يقوم إبنه بنقل العلب لتوزيعها.

مشاركة