شهادات جامعية في صناديق الذكريات
الإثنين 8/01/2018البقاع – شبابيك – وائل محسن
لا يكل الشباب الفلسطيني في المخيمات ولا يمل من متابعة تحصيله العلمي، رغم الصعوبات المعيشية وانسداد افاق العمل، مبقياً على الانطباع المأخوذ عن حب الفلسطينيين للعلم وحرصهم على تذليل العقبات التي تحول دون التعلم.
كان التعلم للشباب الفلسطيني في لبنان ومازال نافذة وملجأ لمقاومة قساوة الظروف وصعوبتها لكن هذه الاحلام والدوافع تصطدم بعدد من الاسقف عند البحث عن العمل اللائق.
القانون اللبناني يتيح لهم دراسة كافة الاختصاصات لكن الاصول الفلسطيني عنوان كبير للرفض الإداري والمهني في العديد من المهن، كثير من الخريجين (مهندسون ، أطباء ، علوم اقتصادية) تقدموا لوظائف في شركات وساعدتهم لكنتهم اللبنانية بالنجاح في المقابلات لاسيما وانهم يمتلكون الكفاءة اللازمة، وأخذوا موافقات للعمل، لكن هويتهم الفلسطينيه بأزرقها السماوي تبقيهم عرضة للرفض، واضطر الكثير من الخريجين بالرغم من ظروف الاستغلال والرواتب التي تعتبر بقيمتها صدقه أو فعل خير وساعات العمل الاضافية الى العمل في شركات خاصة راضخين لهذه الشروط والظروف القاسية كي لا يبقون بلا عمل ولتخفيف العبء على عائلاتهم.
أبو علي شاب في الثالثة والعشرين من عمره، بعد أن تخرج باختصاص هندسة مدنية وفشل في ايجاد عمل ضمن تخصصه يعمل سائقاً بانتظار فرصة للهجرة إلى أوروبا.
وآلاء التي انهت دراستها الجامعية ولا يزال عليها أقساط للجامعة، حرمتها من الحصول على الشهادة الجامعية الى حين تأمين المبلغ المتبقي عليها، تقول لـ “شبابيك” : لا أملك المال ولا أحتاج الشهادة فهي بلا فائدة ، لو كان هناك فرص عمل بها لاستدنت المبلغ و جلبت شهادتي و سددت تلك الاقساط من خلال عملي.
يقول جعفر “22سنة “: ربما أجد فرصة توظيف في الاونروا وإذا فشلت في ذلك لا حل أمامي سوى السفر الى خارج لبنان.
أما أحمد فيقول “غير معني بالسفر لكنه تعب من الجلوس في المقاهي والعمل في اشغال متقطعة كعامل يومية وهو خريج هندسة منذ ثلاث “سنوات.
بعضهم فقد الأمل بجدوى هذه الشهادات لكن البديل مرَ ولا حلول مجدية أمامهم سوى السفر.
أثناء سنوات الدراسة الجامعية وبعد التخرج نرى أغلب الطلاب يبدأون البحث عن فرص قبل موعد استلام شهادة الموت الجامعية التي يعتبرها البعض ساعة رملية كلما نظر اليها تشعره باقتراب النهاية وهو بلا عمل في حين أن البعض الاخر لا يستطيع الحصول على شهادته بعد تخرجه نظرا لكلفتها الباهظة وعدم توفر المال لجلبها.
بين الخريجين من يراسل بعض الجامعات الاوروبية لمتابعة دراسته فيها والبقاء هناك إذا تمكن من الوصول والبدء بتأسيس نفسه، ومنهم من يتقدم بطلبات للعمل في شركات اوروبيه وخليجية للسفر والعمل في مجال دراسته، ومنهم من يضع شهادته في درج ذكرياته الخشبي ويبحث عن مهرب للخروج من الواقع اللبناني القاسي للبحث عن حياة انسانية محترمة تلبي حاجاته بعيداً عن الشهادة التي حصل عليها.