logo
طلاق القاصرات ينخر النسيج الاجتماعي في عين الحلوة
الثلاثاء 25/12/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

تتسع ظاهرة طلاق القاصرات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين لتتصدر الظواهر التي تهدد النسيج الاجتماعي والترابط الاسري.

تفيد المحامية افنان الموسوي بان عدد أحكام الطلاق في المحكمة السنية في صيدا بين اللاجئين الفلسطينيين ـ كحكم طلاق نهائي ـ بلغ 1000 حالة طلاق عام 2018 .

أمام كل 3 حالات عقد قران هناك 5 حالات طلاق تتم يومياً في مخيم عين الحلوة يقول أبو الدرداء الموكل من قبل المحكمة الشرعية السنية بعقود الزواج والطلاق.

ويضيف أن أكثر حالات الطلاق تحصل بين القاصرات اللواتي لم يتممن سن الثامنة عشرة .

ويشير الى انه يعمل مأذونا منذ 24 عاما ولم يشهد من قبل الإقبال على الطلاق كما هو الأن.

عن اسباب تفشي الظاهرة يقول ان ذلك يعود إلى الإنفتاح والمسلسلات التركية التي تعبث بعقول الشباب والبنات، وتصور الحياة الزوجية باعتبارها سعادة دائمة وحب، لذلك يصطدم الزوجان فيما بعد بواقع ومسؤوليات أكبر من وعي ومقدرة الزوجين على تحملها.

يضيف إلى ذلك الإبتعاد عن الدين والميل إلى التحرر من مسؤوليات الأسرة جميعها وهي حسب اعتقاده عوامل تزعزع بناء الأسرة.

تقول “شيماء دواليى16 عاما بصوت تغلب عليه الغصة وألالم انها لم تكن تفكر في الزواج، كانت تنوي دراسة التجميل ولكن زوجها السابق تقدم لخطبتها وقام أهلها بإقناعها بأنها ستعيش حياة سعيدة خاصة وان وضعه المادي مرتاح جدا.

وتشير الى ان اجراءات الزواج تمت بسرعة لتجد نفسها وهي ابنة الرابعة عشرة في بيت الزوجية فيما يبلغ عمر زوجها السابق 33 عاما

تضيف شيماء اعتقدت ان كل ايامي ستكون جميلة كليلة الزفاف ولكن مسلسل التعنيف وسوء المعاملة بدأ فيما بعد ليصل الامر إلى الضرب والحرمان من الطعام.

تعيد ذلك الى انه اعتبرها نذير شؤم حيث توقف عن العمل بعد الزواج بشهرين وتم الطلاق بعد 5 اشهر.

تصف تجربة الزواج بانها صعبة ومريرة وتخشاها، ولن تكررها ثانية ، وتستطرد قائلة انها تدرس التجميل في معهد الرحمة وستحقق ما حلمت به قبل زواجها.

حال الطفلة شيماء لا يقل صعوبة عن حال الطفلة خلود وهي ام لطفلين ومطلقة مقابل إبراء زوجها من حقوقها ونفقة الطلاق.

تقول خلود انها تطلقت لأن زوجها لا يعمل وفي رقبته مسؤولية، تضيف انا ام لطفلين ،بحاجة إلى رعاية ومصروف، ازدادت الخلافات بيننا في الآونة الاخيرة، طلبت الطلاق مقابل التنازل عن حقي الشرعي بالمؤخر، وأعمل الأن في معمل للحلوى واربي ابنائي.

تعيد عبلة رباح المتخصصة في علم الإجتماع ظاهرة إرتفاع حالات الطلاق إلى غياب الوعي والإدراك لدى الشباب بأهمية الحياة الزوجية وقدسيتها من منظور ديني واجتماعي بالإضافة إلى تسهيل حالات الطلاق في المحاكم.

مشاركة