logo
عياش لـ “شبابيك”: جائزة التعاون فرصة حقيقية لإثبات الذات
الأربعاء 4/07/2018

طرابلس ـ شبابيك ـ رشا حيدر ولميس ياسين

“مراد عياش” شاب فلسطيني مقيم في مدينة طرابلس شمال لبنان، حاصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية، لمع نجمه بعد فوزه بجائزة “منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي” للعام 2017 عن مبادرته “تخزين وتوضيب وتدخين الأسماك واللحوم”.

في لقاء مع “شبابيك” تحدث عياش عن طبيعة مشروعه ومبادرته ودافع تقدمه للحصول على الجائزة قائلاً “فكرت بالتقدم لجائزة التعاون بإعتبارها فرصة حقيقية لتطوير وتنظيم مشروعي في بداية الأمر، في الوقت نفسه كنت أطمح لخوض تجربة أختبر مشروعي من خلالها بإطار علمي ومحدد”، مشيرا الى أهمية الجائزة في إثبات ذاته ومشروعه.

وتابع “كان لهذه الجائزة إيجابيات عدة، فتحت لي الفرص للتعريف أكثر بمشروعي، ووسعت دائرة علاقاتي، والتعرف على ناس جدد بالإضافة الى الفرص المادية التي ستمنحني إياها مؤسسة التعاون، وبالتالي سيتطور المشروع مع الوقت وسيخلق خيارات أكثر وحلمي أصبح أكبر مردفاً.

وإستطرد قائلا: أعتبر أن مشروعي تطور خطوة الى الأمام بمجرد أنه دخل المنافسة، كل الأمور تغيرت بعد الفوز بالجائزة.

باشر عياش في تطبيق مشروعه على نطاق أوسع حيث بدأ من شمال لبنان إستعدادا لأخذ أطوار أخرى.

قال عياش “في البداية، أنجزت غرفة التبريد على نفقتي الخاصة، وحالياً أعمل على تنفيذ المطبخ الذي أعمل فيه، والتمويل المادي من الجائزة”.

وأضاف قائلا: أعمل للحصول على رخصة قانونية من غرفة التجارة والصناعة لتصبح لي شركة خاصة تسهل عملي التجاري وتحركي بشكل أوسع.

على صعيد المخيمات الفلسطينية في لبنان، قال عياش “لدي خطة لتوسيع نطاق عملي

لتكون هناك مشاريع مماثلة ومكملة، توسع هذا المشروع، وتستهدف شبان فلسطينيين ولبنانيين وأي فرد يرغب في العمل معي من أي جنسية أخرى.

عن العوائق التي واجهته قبل حصوله على الجائزة، أشار إلى أنها كثيرة وتتوزع بين المادي والإجتماعي والضغوطات الممارسة من قبل البعض خاصة أن المجتمع العربي لا يشجع ويحفز مثل هذه المشاريع ولا يؤمن بها بالإضافة إلى العوائق القانونية التي تشكل حاجزاً في وجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأضاف قائلا: في المقابل كان هناك شق إيجابي ومساندة من أصدقاء لبنانيين ساعدوني في تسهيل حصولي على بعض الأوراق القانونية.

وأوضح عياش “عدا عن هذه العوائق، تعتبر العبارات غير المشجعة هي العائق الأكبر أمامي خاصة أنني شاب فلسطيني تخرج حديثا ويريد أن يعمل وقرر أن يفتح عملا خاصا به”، مشيرا إلى أنه تحدى كل ذلك وأدرك أن هناك فرصة حقيقية لكل فرد وعليه إثبات نفسه من خلال عمله ومبادراته.

وأردف قائلا: “أشجع غيري من الشباب الفلسطيني على التقدم للفوز بالجائزة، لا يوجد شعور يضاهي إحساس الأنسان الناجح والمنتج الذي تحدى كل الظروف وإختار الطريق الصحيح لإثبات ذاته، وأدرك ان العمل شيء أساسي في حياته، ويحتاج للمثابرة، الكلام وحده لا ينفع، والمجتمع الفلسطيني يخبىء طاقات كبيرة، هناك أشخاص لديهم أفكارا رائعة بحاجة لمن يحولها لمشاريع وينفذها”.

عن طموحه قال عياش: “آمل أن يصبح مشروعي حاضنا لمشاريع صغيرة لاحقاً، ويكون الداعم لها في الفكرة والمال إذا توفر، وفي العلاقات العامة والخبرة والتجربة، وبذلك يكون مشروعي فائدة وإستفادة لهذا المجتمع”.

وذكر أن لهذه المشاريع أهمية كبيرة، ولمؤسسة التعاون كل الشكر على تنظيمها مثل هذه المبادرات، مشيرا إلى وجود مبادرات وأفكار منتجة في لبنان، لا بد دعمها والإبتعاد عن التقليدية في الأفكار.

وتوجه عياش بكلمة لأبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان قائلا: “لا بد أن نعمل بشكل جدّي، لدينا أرض بحاجة لطاقتنا، وعلينا إتخاذ خيارات منتجة لنثبت ذاتنا ونتمكن من الوصول لفلسطين، تجربتنا صعبة في الحياة، لكن النجاح إبن الصعوبة، هو التعب

والجهد والإلتزام والإنضباط الذي نفتقر إليه جميعاً في مجتمعنا العربي، الإبداع يكمن في التفاصيل”.

يُشار إلى أن مؤسسة التعاون تأسست عام 1983، وتعتبر اليوم واحدة من أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات الشتات في لبنان، ويلامس عملها حياة اكثر من مليون فلسطيني سنوياً، حيث استثمرت ماقيمته 660 مليون دولار في مجالات: التعليم، ورعاية الأيتام، والثقافة وإعمار البلدات القديمة، وتمكين الشباب، والتنمية المجتمعية، بما فيها الصحة والزراعة والمساعدات الإنسانية الطارئة.

وبرعاية سخية من السيد منير الكالوتي منذ العام 2012 بادرت التعاون إلى تأسيس جائزة سنوية تُعنى بالشباب الفلسطيني، أطلق عليها إسم “جائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي”، وتهدف هذه الجائزة السنوية إلى دعم الشباب في تحقيق طموحاته ومبادراته ، التي تنطوي على نماذج تنموية رائدة.

مشاركة