logo
كعك العيد يتحدى الفقر في عين الحلوة
السبت 18/08/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

جاء العيد إلى اهالي مخيم عين خجولا هذا العام، أوضاعهم المالية السيئة أجبرتهم على إختصار الكثير من مظاهر العيد لا سيما الملابس والحلوى، كما إنعكست الاوضاع في فلسطين على نفسياتهم.

كما هي العادة يتحدى كعك العيد هذه الظروف ويفرض وجوده على البيوت التي تحرص على هذا الطقس الممتد جذوره إلى ما قبل النكبة.

تقول فداء أبو رباح: نظرا للوضع الإقتصادي الصعب وقلة الشغل قررت تحويل خبز الكعك إلى مهنة أجمع منها المال لشراء الملابس لأولادي.

وتضيف “بعد عام من زواجي وولادة إبنتي الأولى أصيب زوجي بإلتهاب في النخاع الشوكي ولم يعد يقوى على العمل فقررت تأجير غرفة البيت لنسوة الحي في العيد مع الفرن الكبير الذي إشتريته بعد أن بعت ذهب عرسي.

وتستطرد قائلة: في كل عام تجتمع النساء عندي لتحضير الكعك، هناك نساء ميسورات من خارج المخيم لا يعرفن كيفية تحضيره، فأقوم أنا بتحضير الطلبية وتجهيزها وبيعها لهن.

وتشير إلى أن “كل المارة في الشوراع يشمون رائحة الكعك المنبعثة من فرني وتملئ أجواء المخيم فيتهافت الصبية عند باب بيتي وأقدم لهم ما تيسر من الكعك”.

تقول أبو رباح “ما أجمعه من تأجير الفرن والمكان أشتري فيه ملابس العيد لإبنتي والدواء لزوجي وأدخر الباقي لتوسيع المشروع الذي أطمح إلى أن يصبح مطبخا يلبي كافة الطلبيات”.

من ناحيتها تقول أم حسام عبد الرزاق لـ”شبابيك” في المساء يأتين بناتي ويقمن بمساعدتي في تحضير الكعك، فهو يحتاج إلى مساعدة وجمعة.

تضيف قائلة إن الكعك ليس مجرد قرص من الحلوى محشوا بالتمر، فهو يمثل حالة من السعادة والسرور .

وتشير إلى أنها تحضر منه عدة أنواع حيث تعكف على الشكل التقليدي للكعك بالإضافة إلى الكعك المعد بالقوالب والذي تفضل تحضيره رغم أنه يتعبها.

وتؤكد على أن الهدف منه الجمعة الجميلة وتوزيعه على الجيران والأقارب ما يقوي العلاقات والأواصر الإجتماعية.

للحاجة أم لطفي دوالي رأي آخر يختلف عن آراء الأخريات فهي تذهب إلى أحد المحال المتخصصة في صناعة الكعك وتعطيه المكونات ليحضرها لها كما تريد.

تقول: أنا إمراة سبعينية أعيش وحيدة بعد أن زوجت أبنائي وصحتي لا تسعفني في تحضير الكعك فالعجينة تحتاج إلى جهد وشراءه جاهزا أفضل بالنسبة لي.

تضيف أنه لا يشبه الذي كانت تحضره أيام شبابها مشيرة إلى أن الكعك الفلسطيني لا يضاهيه أي كعك في لذته “خاصة إذا أكثرنا من اليانسون وحبة البركة وجوزة الطيب والمحلب” وهذا كله لا يضعه أصحاب المحال التجارية.

تستطرد قائلة إن بيع الدزينة بـ 5000 ل.ل لا يحقق لهم ربحا إذا وضعوا كل هذه المكونات.

وتعود بذكرياتها إلى الوراء قائلة: أيام ما كنا نخبزها في قرية صفورية قبل النكبة كانت أمي توزع أقراص الكعك صبيحة العيد على المقبرة للأطفال والفقراء وكنا نخبز أكثر من الف قرص، كانت أمي ترسل منه لأخواتها المتزوجات في القرى الأخرى.

وتشير إلى أن كل قرية تختلف عن الأخرى في التحضير فهناك قرى في فلسطين كانت تحشو الكعك براحة الحلقوم وقرى أخرى تحضره “سادة” وتضيف له السكر واليانسون.

مشاركة