logo
متوالية الإتجار بالمخدرات وتعاطيها تعصف بشباب عين الحلوة
الجمعة 6/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

تعاطي المخدرات والإتجار بها بعض إفرازات الأوضاع المعيشية وما يتبعها من إنسداد آفاق وضغوط نفسية، ففي كل محاولة للبحث عن أسباب “التعاطي” و”الإتجار” تطفو على السطح محاولات الهروب من واقع مرير يعاني منه سكان مخيم عين الحلوة.

تقول والدة الشاب نظمي.م: إبني خريج كلية الهندسة وكان يعمل مع والده في البناء ولكن أحد الأشخاص “وسوس” له وأقنعه بسلوك الطريق الخطأ.

تضيف أن ذلك حدث بعد أن فقد عمله وصار عصبي المزاج ومتوتر بشكل دائم بسبب عدم حصوله على فرصة عمل جديدة.

تستطرد قائلة: بعد مرور عام على حالته تلك شعرت ووالده الذي وجد له فرصة عمل أن تصرفات نظمي أصبحت غريبة وبات يخرج من المنزل في أوقات متأخرة كما وجدت معه مبلغا كبيرا من المال رغم أنه لم يكن يعمل وبعد أن اخبرت والده اعترف بأنه يعمل مروجا للمخدرات ويحصل على نسبة معينة من التاجر الكبير.

تصمت لحظة قبل أن تنفجر قائلة: الحمد لله إبني تاب بعد أن هدده والده بتسليمه للجهات المعنية لأن الذي يعمله لا يجوز ويدمر شباب “في أول طلعتها” ويقضي على مستقبلهم.

ولا تنسى تحميل مسؤولية ما آل إليه الشباب للمسؤولين عن المخيم الذين عجزوا عن التوصل إلى حلول والدولة التي لا توفر فرص عمل للاجئين مشيرة الى أنها قامت بتسفير إبنها خوفا عليه من التاجر الكبير.

تعترف أم حسين والدة الشاب حسين.ر بأن إبنها يتعاطى المخدرات “في البداية لاحظت شحوب وجهه وإعتقدت أن ذلك نتيجة للدراسة خاصة وأن الامتحانات على الأبواب، لكن تأخره خارج البيت ونومه المتكرر وإصراره على الدراسة عند زميله والتصرفات الغريبة التي كان يقوم بها أثارت الشك عندي، قلقت وإحترت، ولكن في النهاية وضعت حداً لهذا القلق ومنعته من الخروج من المنزل، وبعد أيام إنتابته

حالة هيجان هستيرية، أدركت أنه كان يذهب الى بيت زميله لتعاطي المخدرات، لجأت إلى أخي وقمنا بإدخاله الى مركز لعلاج الادمان”.

يقول الدكتور محمد زيعور، أستاذ علم النفس في كلية العلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية أن التعريف العلمي للمخدرات يقول إن المخدِّر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم ، فيما يشير التعريف القانوني للمخدرات الى انها مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها او زراعتها او صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة مَن يُرخص له بذلك.

وينصح بتنظيم حملات توعية بهدف الحد من انتشار الظاهرة دون التعامل مع المتعاطي باعتباره مجرما بل بصفته مريضا بحاجة إلى إعادة تأهيل.

وحين يتم سؤالها عن أسباب عدم فتح مراكز لمعالجة الإدمان تتذرع مصادر الأونروا بالعجز المالي الذي لا يتيح لها سوى القيام بحملات توعية في المدارس.

تتناسل متوالية الإتجار والتعاطي في المخيمات دون أن تجد من يوقفها وفي النتيجة تتفشى الظاهرة لتجرف معها شبانا في عمر الزهور يبحثون في غيبوبتهم عن ما لا يوفره الواقع.

مشاركة