logo
محلات الدولار خيار العاطلين عن العمل في عين الحلوة
الأربعاء 1/08/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الـ 1$ في مخيم عين الحلوة، حيث يلفت نظر المارة اللافتات التي تشير إلى ثمن البضائع داخل المحل وباتت تُعرف بين الأهالي بمحلات الـ “ون دولار” أو “الدولار شوب” لتتحول إلى محطة للتنافس.

لقيت هذه المحلات قبولاً ورواجاً كبيرا ًمن سكان المخيم في ظل الظروف المعيشية الصعبة بعد أن أصبح السعر الزهيد هو كلمة الفصل والجاذب الأساسي للمستهلك.

يقول كامل الحسن (29 عاما) وهو أحد أصحاب هذه المحلات: كنت قبل سنتين أبيع زجاجات عطر وإكسسوارات وبعد الحرب السورية إنتشرت ظاهرة القطعة بدولار فحولت المحل إلى محل “الدولار شوب”.

وأفاد بأن بعض السلع لا يتجاوز الربح فيها الـ 100 ليرة لبنانية لكنها تلقى إقبالاً من الناس داخل المخيم ومن خارجه بسبب سعرها الزهيد بعد أن كانت تباع في محلات الأدوات المنزلية بعشرة أضعاف سعرها الأساسي.

يضيف يوسف الجمل وهو يضع وعاء بلاستيكيا لزبونة داخل كيس: ان المحل الذي يشبه “المخزن” كان بيتاً للعائلة، إستأجرنا بيتا آخر خارج المخيم وحولناه إلى محل بيع جملة ومفرق الـ “ون دولار” وبعد أن كثرت محلات الدولار داخل المخيم تعاملنا مع تاجر أخر بأسعار أقل وأصبح محلنا يعرف بـ “أبو الألف” من أدوات منزلية وسوفينيير زواج وأطفال ومكياج وإكسسوارات ومستلزمات حفلات.

ويستطرد قائلاً بعد أن باع أكثر من 100 علبة مكياج لسيدة أتت من خارج المخيم لتبيعها في محلها في مدينة صور “ما أربحه من محل الدولار أفضل من ربح محل الخضار الذي كنت أعمل فيه حيث الخسارة في حال لم أبع الكمية كلها” مشيرا إلى أن هذه الأدوات لا تكسد فالكثافة السكانية داخل المخيم والإقبال على محلات الـ “ون دولار” من خارج المخيم ونوعية المنتجات التي يعرضها على الفيسبوك حولت الخسارة في الخضروات إلى ربح.

وأضاف أن زبائنه يتصلون به على “الواتساب” لحجز قطع معينة قبل أن يتم بيعها.

من جانبه يقول أبو رامي يعقوب وهو صاحب محل أدوات منزلية: أبيع في هذا المحل منذ أكثر من 35 عاماً، محلات الدولار أثرت على البيع عندي بشكل كبير وملحوظ، باتت تستقطب الزبائن محدودي الدخل الذين لا يقدرون على شراء دزينة الأكواب بعشرة دولارات، ويوجد مثلها مقلد بقيمة دولارين صناعة صينية أو سورية أو مصرية.

ويضيف: أذكر أنه قبل ظهور هذه المحلات كانت تأتي الزبونة وتطلب تقسيط الهدية أو ما ينقص بيتها ولكن الأن لم يعد عندي سوى زبائن محددين من أصحاب الدخل المرتفع.

من جهتها تقول عفاف اليوسفي: لا يمضي يوم دون أن أتصفح الفيسبوك بحثاً عن جديد تنزله محلات الـ “ون دولار”، إبني عريس وأقوم بتجهيزه وما يعرضه كامل وغيره يعتبر لقطة ولم يكلف إبني سوى 200 دولار أميركي لتجهيز المطبخ بحاجاته الأساسية.

وتضيف قائلة إن تجهيز المطبخ تم هذه المرة بعكس ما حدث مع الإبن الأخر الذي كلف تجهيز مطبخه أكثر من 700 دولار مع إختصار بعض الحاجيات بسبب سعرها المرتفع.

تزداد هذه المحلات انتشاراً مع إتساع هوامش الفقر والبطالة بين الشباب الفلسطيني، تحصل على بضائعها من محلات الجملة والتجار الذين يستوردون بضائعهم من الصين وسوريا ومصر، ويتحايل الزبائن على سرعة عطبها برخصها الذي يجعلها في متناول اليد ويتيح شراء غيرها إذا إقتضى الأمر.

مشاركة