مروة: اوضاع المخيمات اقرب الى مرحلة ما قبل قدوم المقاومة
الإثنين 29/01/2018بيروت- شبابيك ـ لميس ياسين
يحرص المفكر والسياسي اللبناني كريم مروة على التذكير بهواه الفلسطيني حين يتحدث عن تجربته او يطرح رؤاه حول القضايا الراهنة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وفي اشارة ابن بلدة حاريص الجنوبية التي تبعد 10 كم عن حدود فلسطين المحتلة ايحاءات لا تتوفر في اشارات شبيهة ترد في سياق احاديث مناضلين عملوا من اجل فلسطين وقضيتها. فقد دخلت القضية في أعماق وجدانه منذ الصغر، اي قبل النكبة واللجوء الفلسطيني. وكانت عائلته على علاقة وثيقة بفلسطين، حيث عمل شقيقه الأكبر هناك والكثير من أهالي بلدته الجنوبية.
خلال حديث اجراه معه “شبابيك” اعتبر مروّة ان المرحلة الراهنة للوجود الفلسطيني في لبنان لا يمكن مقارنتها بأي مرحلة سابقة لكنها أقرب الى المرحلة التي سبقت مجيء المقاومة الفلسطينية الى لبنان.
التشبيه الذي اطلقه مروة لا يخلو من التباينات التي يحرص على التوقف عندها باشارته الى وجود قوى غريبة جداً عن القضية الفلسطينية في المخيمات وتعمل ضدها. الى هذا السبب يعيد ما حدث في مخيم نهر البارد وما يحدث يومياً في مخيم عين الحلوة.
يستطرد قائلا ـ خلال حديثه عن هذه النقطة ـ بأن الموقف العنصري ما يزال قائماً لكن البعض يعيد السبب الى المخيمات نفسها.
وبعد استعراضه الاسباب ومكامن الخلل يؤكد على ان الدفاع عن القضية الفلسطينية ينبغي ان يتم بالعمل الديمقراطي بعيداً عن استخدام السلاح.
وأعرب عن أسفه من موقف القوى الفلسطينية التي لم تستطع ضبط او تغيير وضع المخيمات مشيرا الى ان ذلك ينعكس سلباً على وضع الوجود الفلسطيني في لبنان والقضية الفلسطينية بشكل عام.
خلال حديثه لـ ” شبابيك ” تطرق مروّة الى المراحل التي مرّ بها الوجود الفلسطيني في لبنان بدءً بالمرحلة “المؤلمة” التي شهدت “التعامل السيء” من قبل السلطة اللبنانية مع الفلسطينيين ومن قبل بعض العرب الذين عملوا على استخدامهم لأغراضهم في “مهمات سيئة” وصولاً الى المرحلة الراهنة.
وافاد بان الاوضاع تغيرت بعد الثورة الفلسطينية حيث أصبح للشعب الفلسطيني قيادة وثورة. بدأت الظروف داخل المخيمات تتغير تدريجياً بتحول الوجود الفلسطيني الى ما يشبه دولة فلسطينية داخل الدولة اللبنانية وأصبحت المخيمات في وضع مختلف تماماً مع دخول تنظيمات فلسطينية وعربية مقترنة مع التنظيمات الفلسطينية.
وأضاف “عندئذ تحولت علاقتنا كحزب شيوعي مع الفلسطينيين، لأن وضعهم اختلف وباتوا أكثر جرأة وقدرة في التعبير عن مواقفهم” بفعل الوقائع. ونشأت مع الكفاح المسلح في ذلك الوقت علاقة مميزة بين المقاومة والحزب الشيوعي في المناطق الحدودية، حيث قررت قيادة الحزب العمل الى جانب المقاومة الفلسطينية. وافاد بان علاقة الحزب مع المقاومة كانت “مستندة الى رؤيتنا كحزب يرى ان من حق الشعب الفلسطيني النضال من أجل اقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين”.
مروة: دمرنا لبنان والقضية الفلسطينية بالعلاقة الملتبسة بين الحركة الوطنية ومنظمة التحرير
|
وأردف قائلا: “عندما قامت الثورة الفلسطينية الجديدة بعد هزيمة حزيران ـ بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ـ بطرح شعار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية على الصعيد العربي اعتبرنا نحن اليسار والشيوعيين والحركة الوطنية ان هذا الشعار صحيح لكن المشكلة الاساسية فيه انه لم يأخذ بعين الاعتبار ان في كل بلد القضية الوطنية هي الاساس ولا يجوز تدمير بلد وقضية وطنية من أجل القضية المركزية. ونحن في لبنان في العلاقة الملتبسة بين الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية ودخولنا في الحرب معاً دمرنا لبنان ودمرنا القضية الفلسطينية”.
ولفت الى انه في المرحلة التي ترواحت بين أعوام 68 -69 وصولاً الى السبعينات نشأت علاقة رائعة ووثيقة بين المنظمات الفلسطينية وتحولت المخيمات حينها الى قوة باتجاهين، الاتجاه الأول يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني والثاني اقترن في الربط بالنضال والكفاح المسلح، الأمر الذي جعل القضية الفلسطينية تصل الى العالم اجمع واصبحت القضية المركزية وذات الاولوية في النضال العام.
عن المرحلة التي سبقت الحرب الأهلية، قال مروّة ان المخيمات كانت في تلك الفترة مسرح صراعات متعددة الأنواع يعود سببها الى ان كل طرف كان يعتبر نفسه هو الأفضل والأول.
واضاف “تكرر في لبنان ما حصل في عمان حيث انتهى الصراع إلى احداث ايلول في عام 1970، لكن في لبنان لم تكن هناك قوة قادرة على ذلك لأن الحركة الوطنية اللبنانية كانت لها قاعدة واسعة جداً تدافع عن القضية. لكننا ارتكبنا خطأ فادحاً لاننا لم نوافق فقط على وجود دولة فلسطينية داخل الدولة اللبنانية بل وافقنا أيضا من خلال اتفاقنا كحركة وطنية لبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية على تغيير النظام اللبناني بالعمل العسكري كما دخلنا الحرب الاهلية في 13 نيسان وكنا سريعين جداً في خوضها ودون نقاش وكنا مستعجلين من أجل تغييير نظام لا يمكن تغييره بهذه الطريقة”.
وعند سؤاله عما اذا كانت هجرة الفلسطينيين الى بلدان لجوء ثالثة هي الحلّ لأزمة الوجود الفلسطيني، قال مروّة “عندما تنشأ دولة فلسطينية مستقلة ومتحررة من الاستيطان نتحدث عن الهجرة”.
وختم بالقول “حل الدولتين هو الخيار الأنسب والأفضل في هذه المرحلة، مؤكداً ان الأهم اليوم هو النضال من أجل تحرير المخيمات من القوى الغريبة الموجودة داخلها” مشيراً الى ان ذلك مهمة قوتين تتمثلان في منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية