نساء المخيمات يواجهن بطانة الرحم المهاجرة بصبر وقلق
الثلاثاء 5/03/2019صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر
يُعد مرض بطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف بـ (انتباذ بطانة الرحم) الذي تجري محاولات للتوعيه من خطورته في شهر اذار من الأمراض الخطيرة والمزمنة والشائعة بين النساء ويؤثر على صحتهن الإنجابية.
يصيب هذا المرض النساء في مرحلة الخصوبة من عمر 18 سنة حتى 38 ويسبب آلاما شديدة أثناء الحيض وقد يؤدي إلى إصابة المرأة بالعقم في مراحله المتقدمة.
يقول دكتور التوليد والجراحة النسائية والتنظير محمد إبراهيم ل”شبابيك”: إن مرض بطانة الرحم المهاجرة خطير، يصيب إمرأة واحدة من بين كل عشر نساء حول العالم وما يحصل في هذه الحالة أن بعضا من خلايا الرحم والأنسجة تنمو في أماكن ليس من الطبيعي أن تنمو فيها كقناتي فالوب والمبيضين والمثانة والأمعاء بمعنى أنها تنمو وتنتشر في كافة أنحاء جسم المرأة ماعدا الطحال .
لدى سؤاله عن كيفية تشخيص المرض قال إنه من الصعب تشخيص مرض الانتباذ لأن أعراضه متشابهة مع الأمراض الشائعة مثل الزائدة الدودية وحصى الكلية والقولون العصبي.
وأضاف أن المرض يشبه مرض السرطان كثيرا حيث لا يتم كشفه إلا في مرحلة متقدمة، حين تحاول المرأة معرفة سبب تأخرها في الحمل، ويتم كشف المرض من خلال المنظار البطني.
يوضح د. إبراهيم أنه: ليست كل النساء تصاب بالعقم لأن هذا يعتمد على أماكن تواجد البطانة، فإذا كانت على المبيضيين أو قناتي فالوب تسبب مشاكل في الإباضة وتقلل الخصوبة وتعمل على إنسداد قناتي فالوب وقد تؤدي إلى تأخر الإنجاب أو حدوث عقم.
ويعدد أعراض الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة بتأخر الإنجاب وقلة الخصوبة او العقم، ألم الحوض والمبيضيين لاسيما قبل وأثناء وبعد الدورة الشهرية ، حدوث نزيف أثناء الدورة الشهرية وخروج تكتلات وقطع دموية، التألم أثناء الجماع، التعب الشديد
والدائم، حدوث إسهال أو إمساك لدى المصابة بسبب إضطرابات الأمعاء، والشعور بألم أثناء التبول وتكرار الرغبة في التبول كثيرا.
ويشير إلى أن الطب لم يتوصل إلى علاج جذري لهذا المرض بسبب جهل أسباب الإصابة به لكن هناك بعض العقاقير مثل (فيزان وديكاببتيل) وحبوب منع الحمل التي تعمل على إيقاف الدورة الشهرية لمدة زمنية يحددها الطبيب من أجل تخفيف إفراز هرمون الأستروجين المسؤول عن زيادة الإنتشار. كما أظهرت بعض الدراسات أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء والقليل من الخضروات يزيد شدة الأعراض وألمها لذا يجب على مريضة البطانة إتباع حمية غذائية وتناول الخضار والفاكهة والألياف والإمتناع عن مشتقات الألبان والأجبان.
ويمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي إذا لم تنجح طرق العلاج الهرموني من خلال إزالة الإنسجة بالناظور.
وفي هذا السياق قالت رشا إبراهيم ـ من مخيم نهر البارد ـ التي تدير “جروب” على مواقع التواصل الإجتماعي يهتم بدعم مريضات بطانة الرحم المهاجرة انها علمت بأنها مصابة بالانتباذ الرحمي بعد أن فقدت جنينها ولم تستطع الحمل مرة ثانية ما إضطرها الى إجراء عملية تنظير أظهرت أنها مصابة به ولن تعاود الحمل مرة أخرى بصورة طبيعية.
وذكرت أنها أنشأت هذا “الجروب” لأنها على دراية تامة بكل ما يتعلق بهذا المرض وبالأطباء المختصين فيه وتبحث عن المريضات في المخيمات الفلسطينية من أجل دعمهن أو تقوم بتوعية طالبات المدارس لأن المرض لا يقل خطورة عن السرطان فهو خبيث وكامن ولا يتم كشفه قبل عشر سنوات.
وقالت هبة الله وهي من سكان مخيم عين الحلوة و متزوجة منذ سبع سنوات إنها كانت تصاب بآلام غير محتملة أثناء الدورة الشهرية ولا تستطيع المشي وحتى الآن لم ترزق بأطفال وقد أخبرها الطبيب أن البطانة المهاجرة أثرت على مخزون الإباضة عندها ” لذا انا بحاجة لطفل أنبوب بسرعة قبل أن اخسر مخزوني”.
وإستطاعت روان أيوب وهي أم لطفلين مصابة ببطانة الرحم المهاجرة من الدرجة الثانية أن تلد بشكل طبيعي لأنها تزوجت قبل أن تتنشتر البطانة المهاجرة في الحوض والأعضاء التناسلية وبعد ذلك إنتشرت ولن تعاود الإنجاب مرة ثانية .
من جهتها قالت ولاء موسى إنها تنصح السيدات بعدم إجراء عملية جراحية لإزالة اكياس المبيض قبل إجراء فحص مخزون المبيض أو ما يعرف بـ” “Amh لأن هكذا نوع من
العمليات تؤثر سلبا على أنسجة المبيض وبالتالي لن تتمكن المراة من الحمل بشكل طبيعي لأنها تخسر عدد كبير من البيض أثناء العملية.