logo
يعقوب يدعو الشباب الفلسطيني الى عدم الاستسلام للظروف الصعبة
الأربعاء 6/06/2018

صيدا- شبابيك- لميس ياسين

نزيه محمد يعقوب، شاب فلسطيني ولد وترعرع في مخيم نهر البارد شمال لبنان، تمكن بكفاءته وإصراره على النجاح بالرغم من كل الظروف الصعبة التي كانت تحيط به، من أن يصبح قدوة للشباب الفلسطيني الطموح الساعي الى النجاح والتغيير.

درس يعقوب حتى الصف التاسع في مدارس “الأونروا” في مخيم نهر البارد، ومن ثم انتقل الى الثانوية العربية للتربية والتعليم في مدينة طرابلس وتابع دراسته الجامعية في عدة جامعات وحصل على 3 بكالوريس و2 ماجستير في اختصاصات مختلفة كالتربية وإدارة الأعمال واللغة الإنكليزية.

وفي حديث خاص لـ “شبابيك” قال يعقوب “كنتُ من التلاميذ المجتهدين في المدرسة وبعد النجاح في الثانوية العامة التحقت بمركز “سبلين للتدريب المهني” قسم إعداد المعلمين في صيدا من عام 1998 الى عام 2000، وبعد التخرج عملت في إحدى مدارس الأونروا في برج البراجنة كمعلم في المرحلة الإبتدائية، وفي ذات الوقت التحقت بالجامعة اللبنانية قسم اللغة الإنكليزية، وجامعة الأوزاعي قسم إدارة الأعمال”.

“طموحي وحلمي شيء والواقع الذي أعيش شيء آخر” يقول يعقوب، مضيفاً “كنت أتمنى أن أصبح طبيباً أو مهندساً حيث أن الدرجات التي حصلت عليها في الشهادة الثانوية كانت تخولني للقبول في أحد هاذين الاختصاصين لكن الظروف الإقتصادية منعتني من التسجيل في الجامعة والإختصاص الذي كنت أحلم به” ويكمل قائلاً ” لم تكن المنح متوفرة بشكل كبير في ذلك الوقت ومع ذلك فقد حصلت على منح في كندا وتونس وإيران لكن الوضع المادي اعترض طريقي ولم أتمكن من السفر إلى أي من هذه الدول لأن هذه المنح لم تكن كاملة وبالتالي كان علي ان أدفع بدل سكن ومستلزماتي الخاصة، الشيء الذي لم يكن متوفر لدي في ذلك الوقت وهكذا انتهى بي المطاف بالتسجيل في مركز سبلين.

“عملت مباشرة بعد تخرجي من مركز سبلين كمعلم على الرغم من عدم قناعتي التامة أن هذا المجال أي مجال التعليم هو المكان الصحيح لي وأن أحلامي ستتحقق من خلاله” يضيف يعقوب، كنت بحاجة أن أبدأ بأي عمل ، ومن ثم أُكمل دراستي وأحقق أحلامي، وهكذا بدأت العمل في مجال التعليم في البداية كمعلم ثم نائب مدير “مدرسة غزة” في مخيم نهر البارد ومن ثم مشرف تربوي ومنسق لبرنامج الدعم  الدراسي في “الأونروا” لسنوات ونجحت فشكل ذلك حافزاً لدي للاستمرار، وهكذا تطور عملي من التعليم الى الإدارة وهذا ما كنت أبحث عنه “.

لم تمنع ساعات العمل الطويلة والمسؤوليات يعقوب من إكمال دراسته الجامعية فتابع دراسته وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال وماجستير في الإدارة التربوية، ومع بداية الأزمة السورية عام 2012 انتقل للعمل في منظمة ” اليونيسف” بداية كمساعد للبرنامج الفلسطيني ومن ثم كبير مساعدي البرنامج الفلسطيني وحالياً “مدير البرامج في البرنامج الفلسطيني، وفي عام 2017 تم انتخابة نائباً لرئيس جمعية موظفي اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي عام 2018 تم انتخابه رئيساً لهذه الجمعية لمدة عامين، هذا المنصب يقول يعقوب “فتح لي آفاق جديدة وعلاقات واسعة “.

وفي الحديث عن إنجازات يعقوب منذ التحاقه بـ “اليونيسف ” يوضح يعقوب قائلاً ” هناك فرق واضح في الخدمات التي يقدمها البرنامج الفلسطيني في اليونيسف في هذه الأيام والخدمات التي كان يقدمها قبل العام 2012 وذلك من حيث الكمية النوعية، فعلى سبيل المثال كانت ميزانية البرنامج الفلسطيني حتى عام 2012 لا تتجاوز المليون دولار كانت تستخدم لدعم الجمعيات والأونروا، أما الآن فالميزانية تضاعفت وزادت بشكل ملحوظ وهذا يعني ان عدد الخدمات والبرامج زاد أيضاً وبالتالي عدد المستفيدين زاد”.

من البرامج المهمة التي أدخلت الى عمل “اليونيسف” مشروع رياض الأطفال الذي من خلاله يتم دعم أكثر من 30 روضة في لبنان كما ساهمنا في بناء مركز غسيل الكلى في مخيم البداوي عام 2017، وتأهيل يعض أجزاء من مستشفى الهمشري في صيدا، وصيانة بعض مدارس الأونروا وتوسيع بعضها الآخر ودعم مركز سبلين والكثير الكثير من المشاريع الأخرى مع المؤسسات والجمعيات المحلية والدولية” هذه المشاريع لم تكن موجودة في السابق يشير يعقوب.

وعن التحديات التي تواجهه في العمل يقول ” هذا التنوع في تقديم الخدمات وزيارة الأموال المرصودة لهذه البرامج يُحتّم علينا المراقبة والمتابعة الجيدة لكل هذه المشاريع” ولهذا السبب تم توظيف عدد من الموظفين لمساعدة البرنامج الفلسطيني من المراقبة بشكل جيد لتنفيذ هذه المشاريع والخطط المتفق عليها مع الشركاء”.

ويلفت يعقوب إلى ان “كل من يسكن في المخيمات الفلسطينية بغض النظر عن جنسيته له الحق من الاستفادة من جميع الخدمات التي تقدمها اليونيسف عبر شركاؤها في المخيمات خاصة الخدمات الأساسية مثل التعليم واللقاحات”.

وعن شركاء اليونيسف، يقول يعقوب “ان البرنامج الفلسطيني يعمل مع عدد من الجمعيات” كجمعية ” التعاون، أرض البشر- ايطاليا، أنيرا، أرض البشر- لوزان، الجنى، جمعية الأخوة، الصمود، النجدة، التضامن وإتحاد المرأة الفلسطينية… وغيرها”.

وتطرق الى ملف الشباب الفلسطيني، مشيراً الى الدراسة التي أجرتها اليونيسف بالتعاون مع الأونروا مؤخراً حول واقع الشباب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات حيث سيتم العمل لمعالجة بعض مشاكل الشباب من خلال ثلاثة محاور:

الأول: توفير فرص التعليم الرسمي وغير الرسمي للشباب الفلسطيني.

الثاني: تزويد الشباب الفلسطيني بالمهارات الحياتية والتدريب المهني من أجل توفير فرص عمل أوفر لهم.

الثالث: زيادة مشاركة الشباب الاجتماعية والمجتمعية والتطوع.

ودعا يعقوب الشباب الفلسطيني الى عدم الاستسلام للظروف الصعبة التي يعيش فيها وان يتطوع الشباب في المؤسسات والجمعيات المحلية والدولية الى حين إيجاد وظيفة مشيراً الى حاجة المجتمع الفلسطيني لشبابه.

مشاركة